خذلان
May 29, 2024 10:37 AM May 29, 2024 10:37 AM
خذلان. مُغتربةً صارت ذاتي، كثيفةَ الألوان كانت وتناثرت في ظلمة الألم خفيفةً، عصيّةَ الدمع؛ تُفرغُ أحمالها بصمتٍ عميقٍ، لا قمرَ تُفتَنُ بنوره ولا صباحًا يُخرجها من بين القضبان. زهرةً ذاويةً وفي داخلها، حُلمٌ أطفأْتَ بيديِّ الغيابِ شُعلتَه، فتماهى القهرُ وضوحًا؛ سوادًا غدت زرقةُ اللحظة بعدما خُطَّتْ كلماتُ الغربة فوق سطور الوقت، وتطاولَ حزنُ الروح كالأبد. هكذا: في ضحكةٍ، في رقّةٍ، في نبضٍ كُنّا وكانت اللحظةُ نجومًا في سماء القلب. أقرعُ بابَ صمتك، لا أحد! تنقلني خطواتي إلى دربك وللمرّة الألف .. لا أحد! هل كنتُ في ذاكرتِك ظلًّا خفيًّا أغمَضَتْ وضوحه شمس الغياب أم أنّ اختفاءك هو موجةٌ هفَتْ لزورقٍ مُسافرٍ، أضاع في ضباب الحياة أرض اللقاء؟ صار صعبًا أن تكونَ خارج الروح وقد كنت لها ابتداء! صار صعبًا أن أنشدَ نسيانك وقد أضعتُ وجهك الدافئ الذي كلّما تبسّم، غدت عيناي سهل ضياء! أعرفُ روحي: لا قيد الجسد يُرهقها، لا جدران المرض تُكبّلها لكنّها في الخذلان تغدو خيبةً تشتعل ولا تكفي لإطفائها الأنهار. أعرفها: جبلًا أخضر من الوجع يهمي وينهار؛ ربيعًا دافئًا يئنّ، غزت سماءَه الأمطار. هكذا ينتهي في الحبّ أحدٌ .. أوّل الأحلام كلماتٌ من فمٍ دافئٍ غدت يراعة؛ وآخرها نزيفٌ... ما كنتُ أدري بأنّه سيُمزّق بدفقه القلب ويُحرقُ بلهيبه شراعه.


الكاتب: ميساء هاشم
0المفضلة
34 المشاهدات
0 تعليقات