• ما قبل الرسالة الأخيرة

    ما قبل الرسالة الأخيرة : قالت : سيحلّ الصباح قريبًا وتشرق الشمس وانا لست بجوارك، واذا أتى الليل فأعلم بأنه نهار في مكانٍ أخر، نهايتنا لا تعني بالضرورة توقف الكون عن الدوران، كنا كروحين في جسدٍ واحد واصبح لكل روحٍ منا جسده وطريقه الخاص، يؤلمني بمقدار ما يؤلمك بأننا سننتهي ولم تكن تلك النهاية السعيدة التي لطالما تخيلناها كثيرًا، ستبقى جزءًا من روحي وقلبي وعالقًا في ذاكرتي، وسأزور ذاكرتك كثيرًا لربما تبتسم وربما لا، ولكنك تعلم ان كل هذا كان مقدرًا له بطريقة او بأخرى، كنا كحائطين متقابلين لا يمكن ان يلتصقا، والتصقنا ببعضنا البعض عندما هدمت تلك الحوائط المحيطة .. ولكننا هدمنا ايضًا وسقطنا ارضًا للأبد. رسالتي : حلّ الصباح واشرقت الشمس، يدك التي كانت تلمس قلبي هي من كانت تمنح الدفئ لهذا العالم بداخلي وليس الشمس، أينما حلّ الليل يحلّ النهار ايضًا ولكني سأبقى عالقًا في الليل، ربما لم يتوقف العالم ولكن عالمي توقف عن الدوران وتجمد الوقت واصبح كل شيء باهتًا، نعم روحين، ارتحلت احداهما وبقيت روحي في الخلف لا تقوى على المضيء ولا حول لها في هذا العالم، ان كان يؤلمكِ حقًا لماذا اسرعتي للرحيل ؟ تزورين مخيّلتي في ساعات الأرق والليالي الطويلة وتأتين على شكل ومضات في ساعات الظهيرة وتربتين على كتفي مساءًا، سأحاول ان انسى وأغلق الباب جيدًا وامنعكِ من الدخول ولكن اعلم يقينًا بأن هذا لن يحدت، لم اكن حائط ابدًا وانما سقف يحميكِ من اشعة الشمس، لم اهدم ولم أسقط لازلت عالقًا في السماء، كما كنت عالقًا بكِ وسأضل هائمًا بكِ حتى اسقط يومًا. ربما رحلتي ولكن لا يمكنكِ الأختباء عن الذكريات، ما كان بيننا سيجد طريقه اليكِ دائمًا، الذكرى الجميلة مرتبطة بالأرواح وملتصقة في ذاكرة العقل والقلب ودومًا سأجد طريقي اليكِ. قالت في رسالتها الأخيرة : كنت شمسي والظل الذي يحميني من الشمس، كنت عالمي ولازلت ، تأثرت برسالتك حتى فاضت دموعي، كنت قفصي وملاذي وكنت انا العصفور بلا أجنحة ، وعندما نمت اجنحتي اردت التحليق عاليًا، وكنتَ قفصًا منيعًا وانا احتاج الحرية وان افرد جناحيّ للسماء والهواء الطلق ، اريد ان اكتشف العالم والبحار وان اصل الى اقاصي الأرض وربما يومًا سأعود الى وطني، أحبك كثيرًا وذات يوم حتمًا سأعود اليك، أعلم جيدًا بأنني بخير وسأبقى كذلك من أجلك، اريدك ان تعدني بأنك ستبقى قويًا ومنيعًا كعادتك، سأكتب لك نهاية كل شهر عن اكتشافاتي ومغامراتي ويكفيني منك أن تقرأ رسائلي ، أحبك ولطالما كنت وستبقى جزءًا مني، وداعًا وابقى بخير الى ان نلتقي مجددًا. رسالتي الأخيرة : عزيزتي: اعدكِ سأبقى قويًا وبخير. حلقي نحو السماء والى اقاصي الأرض فأنتِ حرة، كنت أعلم بأن هذا اليوم سيأتي ويؤسفني انني لم أملك الكثير لأقدمه لكِ ، اتطلع حقًا ان أكتشف العالم من خلال رسائلكِ ، وذات يوم ربما نلتقي وربما لا.

    الكاتب: أحمد محمد

    3المفضلة

    302 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    نص رواية فراق حب #الرحيل 

التعليقات (0)

المزيد من أحمد محمد

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • ما قبل الرسالة الأخيرة

    المزيد من أحمد محمد

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة