إعلان: أصدقاء للبيع!!! ملاحظة: الى من باعونا بالسر خوفا وغدرا, ها أنا أعرضكم للبيع جهارا نهارا!!, متأملا سرعة اتمام البيعة بالرغم من يقيني ان لا احد صاحب عقل مستعد لدفع فلسا واحدا بهذه البضاعة !!. ومع كل الاحترام والحب للحقيقيين من أصدقائي الطيبين, معتذرا, ومتمنيا أن لا تجرحهم كلماتي, إلا أنني أجد نفسي مضطرا لعرض بعض ممن ظننتهم اصدقاء للبيع في مزاد علني, ممن يتمتعون بمواصفات فريدة, لعلي أتخلص منهم, ولكنني أجد نفسي ملزما, أن أكتب عن صفاتهم وسلوكهم قبل بيعهم, حتى لا يتهمني أحد بالتدليس والغش التجاري. وسوف اكون منصفا وصريحا في عرض محاسنهم ومساوئهم, فمن محاسنهم أنهم وصلوا الى مرحلة متقدمة من التعليم, ومنهم من أكمل دراسته العليا, وبعضهم يتكلم اكثر من لغة, وهم موظفون على الملاك الدائم, ورواتبهم جيدة, ويظهرون بصحة ممتازة, ولا يعانون من الامراض المستوطنة ولا الوبائية, وهم ملقحون ضد امراض الحصبة والسل البقري والاجهاض الساري, وداء الكلب, ولكنهم مصابون بما هو أخطر, فهم يعانون من أمراض تعفن الضمير, وداء الكذب, ووباء النفاق والتزلف, واللهاث لإرضاء ولي نعمتهم الذي طلب منهم بيعي !!. هم ذوو أعمار مختلفة يتمتعون بأوزان مثالية, وأشكال طبيعية, هم مثلنا, يمتلكون رأسا, و ساقين, وذراعين, ولكنهم يمتلكون عدة وجوه وأكثر من لسان!!, وهم ممثلون بارعون, فإن اشتريتهم, فلن تحتاج بعد الى مشاهدة الأفلام ولا المسلسلات, ولكنك ستصاب بالإحباط والحيرة, فهم في حضورك يبتسمون لك ويُسمعونك أحسن الكلام وأعذبه, لكنهم يخوضون في سمعتك في غيابك ويزورون كل الحقائق. هم يلبسون ثيابا أنيقة, ويركبون سيارات حديثة, ويعيشون في بيوت كبيرة, ويستلمون رواتبهم ببطاقات الصرف الذكية, ويُصّلون أوقات الصلاة المفروضة بأوقاتها ويصومون كل عام ومنهم من أدى فريضة الحج, ومنهم من يتكلم كثيرا بالحلال والحرام حتى يصدع رأسك, ولكن مع كل هذه الصفات الحسنة, ونظافة الشكل الخارجي فقلوبهم سوداء وسخة حقودة!!. غير أنّ أسوأ ما فيهم من خصال هي الجحود, فالنفس الكريمة لا تنكر الفضل, وإن أنكرت فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها, وهم جبناء, والجبناء قساة مهزومون حتى من أنفسهم, وهم يصمتون ويصابون ببلع ألسنتهم حينما يتوجب عليهم الكلام. هم أهل المصالح والمكاسب, هم الحاضرون بكل وقت لبيع ضمائرهم حتى من دون مقابل, وهم اللؤماء الأدنياء الأخِساء الذين ينطبق عليهم قول الشاعر: وكم رعيت العنز بعد شرائه...... فلما اعلن الشبع شراني., مع احترامي لكل العنزات والأعْنُز و العِناز و العُنوز!!. هذه هي صفاتهم بكل وضوح, مع عرض خاص للراغبين بالشراء: فمَن يشتري صديق يحصل على دجاجتين ذبح حي, وصندوق طماطم, بينما من يشتري صديقين يحصل على الثالث مجانا مع دبة من طرشي النجف المدّبس, ومن يشتري ثلاثة أصدقاء يأخذ معهم صديقتين من أقبح المخلوقات خُلُقا واخلاقا !!. وللعلم أنّ هناك ضمان بقباحتهم, ونذالتهم لخمس سنوات, مع خدمة التوصيل المجاني للبيوت, المهم أن أبيعهم, حتى ولو من دون ثمن!!.