• ليلة بكى فيها القمر

    ليلة بكى فيها القمر ( عن رحلة أبولو 11 ) كلمات: معاذ زكريا خالد - هل تساءلتم يوماً ماذا لو لم يصعد الأمريكي إلى القمر أيها الناس؟ بل لماذا صعد الإنسانُ إلى القمر من الأساس! كيف لشخصٍ يملك ذرة إحساس أن يجعل من خدِ القمر مداس! - ألم ترتعش يداك أو ترتجف قدماك إذ وطأتَ عليه برجليك؟ أولم تخلع نعليك؟ أم أن الأمر برمته قد راق إليك - من يخبر الشعراء عني بما لاقاه القمر من تجني وهوانٍ وتَعنّي ليتهُ يُجدي التمني ليتهُ يُجدي التمني أو كان ليّ من جندِ سليمانَ ألف جنيّ يحرسون محراب القمر يذودون عنه أبد الدهر يمنعون عنه الجنّ والبشر ولا يغفلون عنه طرفة عينٍ أو أيسر - أين مني الفرذدق وجرير؟ أين جماع وبشير؟ أين قيسٌ وجميل؟ ودرويش وقباني النبيل؟ أين شوقي وشاعر النيل؟ ومن يخبر أمل بأن قد قُتل القمر شهدوه مصلوباً تتدلى رأسه فوق الشجر (أمل دنقل) - أمرؤ القيس تململ في قبره والمتنبئ ضاق ذرعاً ونفد صبره وحسانٌ في خشوعٍ يدعو ربه أن يرعى برعايته القمر وأن يحفظه من كل شر وأن يأمنه من عبث البشر - آآآآآهٍ يا عنترة آآآآهٍ لو تدري ما جرى للقمر من مكيدةٍ مدبرة فإستل سيفك وقاتل دونه أو تُقتلَّ - يومها ليلى إنتحبتْ وهجرت مجنونها وإعتزلتْ وبثينةُ لولا تيقُنها لقتلت نفسها وإنتحرتْ والخنساء ربطت على رأسها بغطاءٍ وبكتْ كما لم تبكِ صخرا وعزةٌ من فرط تعرُقِها تحسبُها وطأت جمرا وولادة بنت المستكفي ذرفت من دمعها ما يكفي لينبتْ شجرا وهندٌ هامت في الصحراءِ فما وجدوا لها أثرا - أما باقي الحسان فقد أضحى الحزن لهن عُنوان وكأن الدنيا ما عادت هي الدنيا وتبدل الزمانُ بغير الزمان - لو كان ليّ سلطان لكتبتُ على بابهِ الآن ممنوع اللمس مسموح الهمس لربِ الأًنس خليل النفس كريمُ القبس رفيعٌ عن الدنس - يا تُرى كيف كان حالُه بعد أن رأي مالُه أتكدر صفاه؟ أبكت عيناه؟ أم أن الحزن تمّلكهُ ، فألجم فاه؟ - بالأمسِ كان عصياً وبعيدُ المنال أما اليوم فقد أصبح حالُه حال داستْ عليه أقدام الرجال كما تدوسُ على الرمال وغداً يُهرعون إليه ويشُدون الرحال فبربكم ، ماذا تبقى من قدسيةِ القمر بأي حال؟ - مهلاً ، لستُ ممن يعادي العلمَ والعلماء ولكني أعتقدُ أن معالي القمرَ إستثناء فهو منبع البهاء والنقاء والصفاء أميرُ الكواكبِ والنجوم لؤلؤةُ السماء لو كان الأمر بيدي لصنعتُ له من نارِ اللهبِ غِشاء يحرقُ من يقتربُ إليهِ ، يقتُلهُ ، يُفنيه شرَ فناء - أولم يكفي الإنسانَ ترفاً أن ينظُر إليه من بعيد هائماً يكتبُ فيه الأشعار والقصيد ساهراً يتأملُ حُسنه الفريد سامراً يُناجيهِ كخلهِ الوحيد فلم يرضَ بكل ذلك وإبتغى التجديد وسخر العِلم لخدمة طموحه العنيد - صوروهُ لنا بغير ما عرفناهُ يوماً أو خبرناهُ قالوا: لونهُ رمادي وشكلُه إعتيادي وجمالُه ذو طابعٍ أُحادي - وهو كسائر الكواكب السيارة تكثُر فيه الحفرُ والحجارة ولا شئٌ مميزٌ فيه بصريح العبارة فهلا بكيتيه معيّ يا جارة !! فهلا بكيتيه معيّ يا جارة !!

    الكاتب: معاذ زكريا خالد

    0المفضلة

    27 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    ليلة 

التعليقات (0)

المزيد من معاذ زكريا خالد

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • ليلة بكى فيها القمر