• قراءة في نص: "الغبار الذي أقنعك"

    الغبار الذي أقنعك على كلِّ حالٍ ومهما اعتلى الدرب من كلِّ همٍّ سأمشي معكْ تمامًا كما كان دوما يروقُك حين ترى في المرايا الغبار تُمَرِّرُ من فوقه إصبعكْ إذا كنتَ تعجَبُ إذ أقنعتني الهمومُ بذاك المسير فإني عجبتُ… ضحكتُ لذاك الغبارِ الذي أقنعكْ فماذا وراء الغبار وأنت تعريهِ.. غيرُ المرايا ولن تخدعك *هيفاء الجبري -------- ‏هذا النص القصير للمختلفة هيفاء يجر ذائقتك وأحاسيسك وعقلك معا للغوص في تضاريسه وكنهه.. "على كل حالٍ" افتتاحية فاتنة تأخذك على حين غرة لجو النص وكأنك كنت تتحاور مع الشاعرة منذ مدة عن أمرٍ يمثل السياق لهذا المدخل الرشيق.. ‏"ومهما اعتلى الدرب من كل همٍ" الدرب يطول عادةً ويقصر ولكن أن يعتلي فهذا ابتكار جذاب موغلٌ في الحس.. "تمرر من فوقه أصبعك" وظيفة الشعر توظيف اللامعتاد في الأماكن المعتادة! فتأمل.. ‏"فماذا وراء الغبار وأنت تعريهِ.. غيرُ المرايا ولن تخدعك" وسط حفلة المجاز التي سبقت هذا السطر البديع تأتيك الحقيقة "تعريهِ" و صورة أصلية منعكسة.. نهاية حيكت بمهارة حيث اجتمعت الشاعرية والمنطق في آن.. وتذكّر.. أن لا منطق مع شعر ولكن هيفاء هنا طوعت الشعر والمنطق فيا لهذا الجمال..

    الكاتب: عبدالرحمن الخلف

    0المفضلة

    236 المشاهدات

    0 تعليقات

    المفضلة إبلاغ

    قراءة الغبار 

التعليقات (0)

المزيد من عبدالرحمن الخلف

عرض جميع الأعمال

مواضيع ذات صلة

  • قراءة في نص: "الغبار الذي أقنعك"

    المزيد من عبدالرحمن الخلف

    عرض جميع الأعمال

    مواضيع ذات صلة