يا أعز الرجال
Dec 9, 2020 12:48 PM Dec 9, 2020 12:48 PM
-في وداع الصديق يوسف الشيراوي،-رحمه الله-رجل لا يتكرر- يا أعزَّ الرجالِ!... ماذا تقولُ أطويلٌ هذا الأسى.. أم يطولُ؟! وليالي الفِراقِ.. كيف تراها وشعاع الصباح فيها قتيلُ؟ والمغاني الطلولُ.. هل تستردّ الفَرحَ الغابرَ.. المغاني الطلولُ؟ والزمانُ الذي دفنّاهُ ظُهراً أترى يرجع الزمانُ الجميلُ؟ يا أعزَّ الرجال! يعرف قلبي أن حمل الفراقِ عبءٌ ثقيلُ ولياليه موحشاتٌ.. شُكولُ وأماسيه.. رنةٌ.. وعويل *** وتراءيتَ لي.. ووجهك حبٌ وحنينٌ.. ولهفةٌ. وذهولُ وتأملتَني.. وقُلتَ: تجلَّدْ! لا أطيقُ الدموعَ حين تسيلُ هذه سُنةُ الحياة.. غروبٌ وشروقٌ.. ومنزلٌ.. ورحيلُ وكبيرٌ يمضي.. ويأتي صغيرٌ وفصولٌ وراءهنَّ فصولُ أعقل الناس من يعيش.. ويدري أن هذي الحياة طيفٌ يزولُ كفكف الدمع، يا صديقيَ، وانهضْ واحضن اليوم فَهْوَ حالٌ تحولُ *** يا أعزَّ الرجال! أمرٌ مُطَاعٌ نضبَ الدمع.. وارتوى المنديلُ *** أدخلُ الآن، باسماً، عالم الذكرى وأمشي فيهِ.. وأنتَ الدليلُ ها هنا واحة الصداقة... عشبٌ وغديرٌ.. ونسمةٌ.. ونخيلُ وهنا قاعة الدراسة.. فِكرٌ وعقولٌ تعبُّ منها عقولُ وهنا خيمة القصيد... أعدْ لي "مالنا كلُّنا جوٍ يا رسولُ؟" وهنا غرفة الضجيجِ.. هُراءٌ وأقاصيصُ جُلُّها منحولُ وهنا مدخَل الوزارةِ.. شوطٌ والقرارات في السباقِ الخيولُ ها هنا أنتَ...فالزمانُ مليءٌ وهنا انتَ... فالمدى مأهولُ
الكاتب: غازي القصيبي
0المفضلة
885 المشاهدات
0 تعليقات