إلى أمل دنقل
|
"بلحية صغيرة أخلق فارقاً بيني وبين هذا
|
الرجل المأساة../ لا لا يزعجني أبداً هذا التشابه
|
بيننا. لكنني أخشى نهاية مشابهة"
|
الأصابعُ من ذَهَبٍ
|
والطريقُ إلى آخر العمر من تعبٍ.
|
نرتقي تلّةَ الغيب سرّاً،
|
ونبتاعُ ما يختفي في الحناجرِ،
|
نهزأُ من وجهنا وملامحهِ في مرايا الصدى.
|
نختفي في المرايا
|
يفاجئنا الشعراءُ بأشباههمْ:
|
( أنا أنتَ ..
|
وحين تموتُ ستتركُ قمصانكَ الزرْقَ لي،
|
وستترك وجهكَ لي، حين يغرق في حنطة الفقراء، وتترك صورتَنا خلفَ واجهة المكتباتِ
|
ولن يكشفَ الأصدقاءُ الفروقَ التي لم تكنْ.)/
|
الأصابعُ من ذهب ٍ
|
والطريقُ إلى آخر العمر من تعبٍ .
|
.. هذه صورتي
|
عندما كنتُ أكبرَ من زمني
|
كان وجهُكَ يحملها من مظاهرةٍ نحو أخرى
|
لتصحو أخيراً على حائط السجـنِِ، تلمعُ مثلَ السيوف.
|
سأحملُها اليومَ عنكَ كما أحمل الظلَّ في الشمس ..
|
مثلَ الفوانيس في خيمة البدويّ.
|
أنا ذكرياتُكَ ..
|
ندخلُ سوقَ المدينةِ ( أحسبُ أنّا غريبانِ، لم يتعرّفْ علينا أحدْ )
|
فجأةً سوف نصحو هناكَ،
|
لقد عَرَفَتْنا أنوفُ البلدْ.
|
الأصابع من ذهبٍ
|
والطريقُ إلى آخر العمر من تعبٍ.
|
ربّما نتشابهُ بالصُّوَرِ العائليّةِ،
|
لكنني لا أرى الأهلَ فيها.
|
وقد نتشابه بالأصدقاءِ
|
فنحن نحبّ الظلالَ إلى الموتِ /
|
نرثي لعمرٍ نظنّ ثوانيه أقصرَ ممّا تكون /
|
نقدّس وخْزَ الهواجسِ والصمتَ في دمنا /
|
نختفي في البياض /
|
نعلّقُ أرواحَنا مثلَ مشنقةٍ في الفراغ /
|
إذاً ..
|
ربّما نتشابه بالأصدقاء.
|
ولكننا نحضنُ الخوفَ مثلَ بيوض الغراب،
|
نخلّفها للحياة الجديدةِ
|
حيث يشدُّ البرامكةُ القصرَ بين أصابعهمْ.
|
الأصابع من ذهبٍ
|
والطريقُ إلى آخر العمر للبرمكيّ طويلٌ .. جميلٌ./
|
نقول لصورتنا أن تكونَ ثلاثيّةَ الحزنِ حين ستحملُ فيها ملامحنا ( أنا، أنتَ، المهلهلُ ):
|
( تقتلنا في الصباح العشيرةُ
|
يقتلنا في المساء العبيدُ.)/
|
مشيتُ على هذه الطرقات طويلا ..
|
تعبتُ ..
|
اْنْحنيتُ قليلا ..
|
ولم أستطعْ وضعَ صورتنا في إطارٍ يليقُ،
|
ولكنني أستقيمُ ..
|
أنا ذكرياتُكَ
|
أصرخُ في كعكتي الحجريةِ:
|
يا "أيّها الواقفون على حافَة المذبحهْ
|
.. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. ..
|
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
|
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
|
سقط الموتُ، وانفرط القلبُ كالمسبحهْ
|
والدمُ انسابَ فوق الوشاحْ !
|
المنازلُ أضرحةٌ
|
والزنازن أضرحةٌ
|
والمدى أضرحهْ "*
|
المدى أضرحهْ.
|
*
|
11-10-2003
|
*من قصيدة أمل دنقل" الكعكة الحجرية " |