عنوان القصيدة : قالت وقلتللشاعر :محمد حسن فقيالقسم : السعودية تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي : http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=66062
|
عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى | فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟! |
فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي | عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني! |
وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني | بِوَصْلٍ . ولا تُشقْى بِقطْع عِناني! |
تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي | تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني! |
*** | - |
فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى | هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني! |
أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً | فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟! |
أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً | بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟! |
أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني | بِحُبَّ شجاني .. واصْطَفاني بألْحانِ؟! |
*** | - |
فقلتُ رعاكِ الله . يا ذاتَ بَهْجَتي | ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني! |
فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ | تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني! |
وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى | بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ! |
فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى | وأَنْتِ .. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ .. آذاني! |
*** | - |
فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني | إلى قِمَّةٍ .. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان! |
فَتُهْت على كلَّ الحِسان . فَقُلْنَ لي | لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ! |
ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ | سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ! |
نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ | بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ |
*** | - |
فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري | عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ! |
فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً | غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ! |
هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً | عَلَيَّ. وما أَشْقى . فَلَسْتُ بِشَيْطانِ! |
قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ | من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني! |
*** | - |
فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً | فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني! |
وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً | ولا ضّلَّ -يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ- حُسباني! |
وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي | إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان! |
وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما.. | تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني! |
*** | - |
فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي | وكََلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ! |
أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ | وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ! |
جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ | وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني! |
فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً | وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني! |
*** | - |
فقالت . وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها | تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ! |
فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني | إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ! |
ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني | فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ! |
وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى | حَشاها. فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني! |
*** | - |
فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري | بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..! |
ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً.. | بِطُهْرٍ.. فما يَخْزى من النَّزَوانِ! |
أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً | حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ! |
سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ | وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ! |
*** | - |
أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ | وقالتْ. لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني! |