عنوان القصيدة : واقع .. لا خيالللشاعر :محمد حسن فقيالقسم : السعودية تستطيع مشاهدة القصيدة في موقعنا على العنوان التالي : http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=66035
|
هذه القصة ترويها هذه القصيدة ذات القوافي المتعددة.. | - |
دَنا وتَدَلىَّ.. ثم أَمْسَى بِقُرْبِهِا | كأَنْ وَرَدَ الفِرْدَوْسَ فاستعذب الوِرْدا! |
وقالت له. ما أعذب الوصل بَيْنَنا | فقال لها أَوّاهِ. ما أَعْذَبَ الرِّفْدا! |
* * * | - |
تَمنَّيْتُ أَنْ لو عِشْتُ في الرَّوْضِ راقصاً فأَطْعَمَ منه المَطْعَمَ اللَّذَّ والشَّهْدا! | - |
وأشْتَمُّ منه الوَرْدَ أَعْطَرَ يانِعاً | وأَلْثُمُ منه الثَّغْر –والنَّحْرَ- وَالنَّهْدا! |
* * * | - |
هنا كل أَلْوانِ الهناءِ. فَلَنْ يرى | غدى مِثْلَ يَوْمي المُسْتَفِيضِ من الرَّغْدِ! |
هنا الحُبُّ يَشْدُو بالجَمالِ ويَزْدَهي | بآلائِهِ ما يَشْتَكي لَوْعَةَ الوَجْدِ! |
تَذَوَّقْتُ منه ما اشْتَهيْتُ من النَّدى | وعانَقْتُ فيه ما اشْتَهَيْتُ من الوَعْدِ! |
وقُلْتُ لها يا نَفْسُ. هذا هو الهَوى | يَلَذُّكِ من قُرْبٍ. ويَشْفِيكِ من بُعْدِ! |
تَركْتُ الذي يَهْوي إلى الدَّرْكِ بالمُنى | فأَسْرَيْتُ من سَفْحٍ وَطيءٍ إلى نَجْدِ! |
فما إنْ يَرى فيه ضَمِيري سِوى الرُّؤي | تُطِلُّ عليه بالسَّراوَةِ والمَجْدِ! |
وما فيه مِن صَدٍّ. ولا فيه من قِلًى | ولا مِن سهامٍ قاتِلاتٍ. ولا جُرْدِ! |
ولكِنْ غُناءٌ.. بَلْ أَغارِيدُ بُلْبُلٍ | ونَشْوَتُه من إِلْفِهِ. وشذَى الوَرْدِ! |
* * * | - |
كلانا يَعِشُ العُمْرَ في صَبَواتِهِ | وفي أُنْسِهِ بالصَّفْوِ.. والمَنْزِلِ الرَّحْب! |
قد اتَّفَقا حِسَاً.. كما اتَّفَقَا حِجًى | فَطابا بِعَيْش ما يَمَلُّ من القُرْبِ! |
وكيف يَمُلُّ القُرْبَ مَن عاشَ لاهِفاً | عليه. فَلاقى مُتْعَةَ العَقْل والقلب؟! |
تمرُّ بِهِ السَّاعاتُ عَجْلى كأنَّها | ثَوانٍ كَحِلْمٍ مُسْعِدٍ بِالجنَى العَذْبِ! |
* * * | - |
أَجَلْ. هو حِلْمٌ مُسْعِدٌ ثم يَقْظَةٌ | تَرَنَّحَ منها الحالمانِ.. وزُلْزِلا! |
فَتِلْكَ التي أَغْرَتْهُ بالدَّلِّ واللُّهى | نَأَتْ عنهُ غَدْراً. فاسْتَرابَ وأَجْفَلا! |
وقالتْ له ما كنْتُ إلا فَرِيسَةً | لِذِئْبٍ رأى فيها شَراباً ومَأْكَلا! |
فَدَعْني فقد أَثْقَلْتَ. وانْشُدْ ضَحِيَّةً | سِوايَ. فقد لاقَيْتُ غَيْرَكَ أَفْضَلا! |
فقال لها أَحْسَنْتِ بِالهَجْرِ إنَّني | أَراني بما قد كنْتُ فيه مُغَفَّلا! |
وقَلْبي الذي قد كانَ فِيكِ مُتَيَّماً | صحا ورأى الإِبْرِيزَ قد عادَ جَنْدَلا! |
تَحَوَّلَ عن حُبِّ اللَّعُوبِ تَرَفُّعاً | وأَنْتِ التي أَيْقَظْتِهِ.. فَتَحَوَّلا! |
أَلَسْتُ بهذا كنْتُ أَرْبَحَ رَابِح؟! | وأَنْتِ به كُنْتِ السَّرابَ المُضَلِّلا؟! |
* * * | - |
سأَشْدو فَيَرْوِي الغيدُ شِعْرِيِ مُحَلِّقاً | ويَنْظُمْنَ فيه العِقْدَ زَهْراً مُؤَرِّجا! |
يُحَلُّونَ أعناقاً به وتواصِياً | ويُلْقِينَ إبريزاً وماساً تَوَهَّجا! |
ويُنْشِدْنَ عنْه الشِّعْرَ يُشْجي بِلَفْظِهِ | ومَعْناهُ حرا لا يَذِلُّ.. وأَبْلَجا! |
أنا الرُّوْضُ أَثماراً وزَهْراً وجَدْوَلاً | وإنْ كُنْتُ شَوْكاً لِلضَّلالِ وعَوْسَجا! |
* * * | - |
لعلَّكِ بَعْدَ البَيْنِ والنَّأْيِ قد بدا | لِعَيْنَيْكِ ما أَشْجى وما أَوْرَدَ الخُسْرا! |
سَمِعْتِ من الأَتْرابِ ما أَرْمَضَ الحشا | حشاكِ. وقد عادَ النَّسيمُ به جَمْرا! |
فهل ذرفت عيناك أَدْمع نادمٍ | على الحُبِّ كانَ الطُّهْرَ فاخْتَرْتِهِ عِهْرا؟! |
لقد كُنْتُ في مَغْناكِ بَدْراً مُضَوِّئاً | دُجاكِ. ومُنْذُ اليوم لن تُبْصِري البَدْرا! |
* * * | - |
ولن تُبْصِري إلاَّ النَّشاوى بِشَهْوَةٍ | إذا اقْتَرفُوها أَعْرضُوا وتَهَرَّبوا! |
وأَبْقُوا الأقاويلَ المَشِينَة وَصْمَةً | كأَنْ لم يكُونوا بالأقاوِيل أَذْنَبُوا! |
بِلا حَرَجٍ قالوا. وقد يَنْشُرونَها | لِيُعْجِمَ فيها الشَّانِئوكِ.. ويُعْرِبُوا! |
وما زَعَموا بل كانَ حَقّاً لهُم | فما يَسْتَطِيعُ الَّوْدَ عَنْكِ.. مُكَذِّبُ! |
* * * | - |
هذه القِصَّةُ ما كانت خَيالاً | بَلْ هي الواقِعُ في أَخْزى المَجالي! |
هي للسَّارِينَ أَجْلى عِبْرَةٍ | من دُرُوبٍ سَيْطَرَتْ فيها السَّعالي! |
ولئِنْ كانوا ذِئاباً تَرْتَوِي | مِن دِماءِ الغِيدِ.. أم كانوا ثعالى! |
فلقد يَنْفَعُها أَنْ تَهْتَدِي | بعد طُولِ الغَيِّ بالسِّحْرِ الحَلالِ! |