دع عنكَ ذلَّ الأمسِ والغَجَرِيَّةْ |
واسمعْ غناءَ الوردِ في الفَجريَّةْ
|
وإذا توحَّدَتِ البلادُ على الشَّجى |
أقِمِ الصَّلاةَ بدولةٍ مصريَّةْ
|
عُدِّي خُطى الأقدامِ عندَ فراقِنا |
فالقلبُ يوشِكُ أن يموتَ عشيَّةْ
|
سَيعودُ شملُ الأرضِ بَعدَ شَتاتِها |
وتُخَضِّبُ الحنَّاءُ كفَّ صَبيَّةْ
|
صوتُ القنابلِ لا يُخيفُ قلوبَنا |
فالقلبُ صلدٌ والبِلادُ أبيَّةْ
|
وأتى رصاصُ الموتِ يحصدُ روحَنا |
فمنَ الدِّماءِ قصـيدةٌ شِعريَّةْ
|
أوقدتُ من كلِّ الأصابعِ شمعةً |
وهتفتُ في ميدانِنا " سِلميَّةْ "
|
ماذا سأكتبُ والحروفُ جريحةٌ |
والشِّعرُ مثلَ عواصفٍ شِتويَّةْ
|
يا أيُّها الوطنِ المُسافرُ في دمي |
أترى الفتاةَ فقيدةَ العُذريَّةْ !
|
وطني الذي قد خلَّدتهُ قصائدٌ |
في كلِّ بيتٍ ألفُ ألفِ قضيَّةْ
|
بيني وبينكَ ما تخطُّ أناملي |
عندَ الغيابِ بأحرُفٍ عربيَّةْ
|
كم حاصروا قلبي ليكتُمَ نبضَهُ |
والنبضُ يأبى أن يظلَّ ضَحِيَّةْ
|
الموتُ في القاموسِ لا معنى لهُ |
إلا رجوعُ عباءةِ الفطريَّةْ
|
هو أن أموتَ لكي أعودَ كما أرى |
وتعودُ روحي للحياةِ نقيَّةْ
|
يا أيها الطفلُ الصغيرُ ودمعُهُ |
شقَّ الخدودَ بحنكةٍ مهديَّةْ
|
كفكفْ دموعَكَ قد وُلِدتَ بدولةٍ |
فيها تآخى الموتُ بالحريَّةْ
|
**** |