وأتى الشِّتاءْ
|
والفجرُ
|
يخرجُ من ضلوعِ الكونِ
|
كالنبضِ الحزينِ
|
فينحني ظهرُ المساء
|
وأتى الشِّتاءْ
|
**
|
لم أدرِ
|
كيفَ تشابكت تلكَ الأصابعُ
|
لستُ أذكرُ
|
كيفَ أهملنا الزمانَ فصارَ يجمعنا اللقاءْ
|
وإذْ المسافرُ
|
في بحورِ الشِّعرِ
|
يغرقُ كلَّما عجزَ القصيدُ عن الغِناءْ
|
من قالَ:
|
إن البحرَ أمواجٌ وماءْ ؟
|
**
|
عيناكِ
|
من خلفِ الغيابِ
|
تعاودانِ العزفَ فوقَ أناملي
|
لا شيءَ أقسى مِن صَباحِ مُسافرٍ
|
وجفافِ نهرِ الحُّبِّ
|
مِن بَعدِ ارتواءْ
|
أنا لن أقولَ اليومَ
|
إنَّ القلبَ شاءْ
|
**
|
قُلنا
|
بإنَّ الليلَ أصدقُ صاحبٍ
|
لأعودَ خلفَ الغيمِ
|
مُبتسِماً لطيفكِ
|
إذ يُرفرفُ تحتَ أوتارِ الهواءْ
|
فأغارُ جداً
|
والسَّرابُ على امتدادِ العينِ
|
يَرقبُ حيرتي
|
وأنا كبندولٍ تعلَّقَ في السَّماءْ
|
**
|
كنّا نذوبُ كسُكَّرٍ
|
ببكاءِ طفلينا
|
على الحلوى التي ذابتْ بضوءِ الشَّمسِ
|
نذهبُ في المساءِ إلى هناكَ
|
وما هناكَ سوى التقاءِ العينِ بالعينِ الحزينةْ
|
إنّا سنمضي طائرين
|
تقابلا فتفرَّقا
|
وغداً ستجمعنا مع الذكرى مدينةْ
|
ونعودُ يحملُنا الغَمامُ
|
لننثرَ الدربَ الطويلَ بحُلمِنا
|
ونظلُّ فوقَ الماءِ تحملُنا سفينةْ
|
فإلى متى
|
سيظلُّ هذا البُعدُ يأكلُ في البَدَنْ ؟
|
وإلى متى
|
سنظلُ نرصفُ بالهوى
|
وجهَ الشوارعِ والمُدنْ؟
|
**
|
للفجرِ ضَحكةُ عابسٍ
|
وبيوتُ شارِعنا التي ذابتْ على كفِّ الظلامِ
|
سحابةٌ
|
تهوى بزوغَ الحرفِ من جوفِ السكونْ
|
وأنا أحبُّكِ
|
والهوى بعضُ الجنونْ
|
لسنا نجوماً ضاحكاتٍ للسماءِ بلونِها الفضيِّ
|
-لا
|
الآنَ أمشي مغمضَ العينينِ خلفَكِ
|
مِثلَمَا مَن يُمسِكُ الماءَ المُصفَّى باليدينْ
|
ومِنَ المُحالِ بأنَّ طفلاً عابثاً
|
سيجيءُ مِن أقصى القصيدةِ عائداً في خُطوتينْ
|
**
|
الدمعُ ثلجٌ
|
والبُكاءُ على رحيلِ الأمسِ
|
لا يكفي إذا بكتِ العيونُ على الرحيلْ
|
نمشي سُكارى والقلوبُ حزينةٌ
|
حتى نعودَ مسافرينَ بلا دليلْ
|
يا أنتِ
|
يا وجعَ القوافي
|
واحتدامَ البدرِ في الليلِ العَليلْ
|
كَم أرَّقَتني في عيونِكِ دَمعَةٌ
|
والشِّعرُ خُبزُ المُتعبينْ
|
مَن علَّمَ الفجرَ المُزخرفَ أن يَجيءَ مُبَكِّراً
|
يَروي ابتسامَكِ بالحَنينْ
|
أنْ تنحني رأسُ السَّنابلِ
|
كُلَّما احتَضَنَتْ بداخِلِها الجَنينْ!
|
**
|
ماذا إذا مرَّ القِطارُ
|
مُحمَّلاً بمسافرينَ إلى التِّلالِ
|
وأنتِ واقِفَةٌ هٌنالِكَ
|
تَرشُفينَ شَذى التِّلالْ
|
ستُخضِّبينَ الأرضَ بالحِنّاءِ
|
حيثُ يمامةٌ
|
ستحطُّ في كفِّي وكفِّكِ
|
تَرتوي مِنها الغِلالْ
|
فَلَنا الدِّماءُ الجارياتُ على الطَّريقِ
|
مِنَ الظِّلالِ إلى الظِّلالْ |