وَحْدَها لم تزلْ تُقدِّمُ للبحــــرِ |
شَتَــاتًا وعُزلةً واحـتراقـــــــا
|
وَحْدَها ألَقَتِ المرافئَ في الـمـوجِ |
فــصَارتْ بـطيِّهِ أوراقــــا
|
لم تزلْ تَنتَهي وما للنهاياتِ |
ضِفافٌ بوَجهِها تَـــــــــتَلاقى
|
عِمْ أسىً أيُّها العريقُ من الملحِ |
لقد كانَ حُجّةً أن تُذاقا
|
***
|
حيثُ يُروى عن المحارةِ أنّ |
البحرَ قد كان مرأةً ذاتَ حُرقةْ
|
يقفُ العاشقُ المعتَّقُ فيها |
كمسيحٍ لكي يُباركَ عِشْقَهْ
|
نَزَلَ الليلُ كالقبيلةِ رجمًا |
إذ رآها بنارها مُنْشَقّةْ
|
أخذ النَّجمَ في يديهِ وألقى |
بينما كانتِ المحَاراتُ فِرقَةْ
|
أغرقَ الأغنياتِ شيًئا فشيئا |
ونمى كالصِّراطِ والماءُ فوقَهْ
|
هكذا صارتِ الذُّكورةُ بحرًا |
جاء في غيّهِ من الموتِ زُرقَةْ
|
***
|
هل سمعتَ البحارَ تذكُرُ يومًا |
كيف جاءتْ قبائلُ الإغراقِ؟!
|
كيف صارتْ بواطنُ النارِ ماءً |
كيف ماتتْ فضيلةُ الاحتراقِ؟!
|
أقسَمَ البحرُ للحِكاياتِ أن لا |
عنهُ تُروى جنايةُ الأعْراقِ
|
كُلما اللّيلُ حرَّكَ الماءَ سرًّا |
جاءَهُ حارسٌ من الأعماقِ
|
***
|
طلعَ البحرُ من ذهولٍ عليها |
وهي تَبني رَمَادَها والغَرقى
|
كلُّ ما في اليدين ريحٌ وروحٌ |
بالمتاهاتِ تُكملانِ الخَلْقا
|
وعَصَاهُ التي تبخَّرُ آياتٍ |
وقد كانَ شاهدًا إذْ ألقى
|
قابَلَتهُ برحلةٍ من عيونٍ |
طَالما كانَ حُلْمُها أن تَبْقى
|
"أتُرى الماءُ أم هي النارُ" قل لي" |
"أيُّ هذين كانَ قَبْلَكَ خلقا"؟!
|
سَكَنَ البحرُ قيل للبحرِ: "واها" |
هل ْكتمْتَ المحارَ إلا لتشقى؟!
|
***
|
أيُّها الواعِدُ الشراعَ طريقًا |
هل ترى شِرعةَ الحُطامِ طريقا؟!
|
صَدْرُها كالطّيورِ يحلُمُ يومًا |
أن يكونَ الـمُهاجرَ الصِّدِّيقا
|
الرِّمالُ الشريفةُ الآنَ تتلو |
"وسِعَ البحرُ كلَّ شيءٍ ضيقا"
|
وهي تتلو صدى الرّمالِ يقينًا |
أنّها لا تزالُ صمتًا عريقا |