-1-
|
أنت لن تمشي اليوم
|
لن تستطيع
|
فلا تؤخرني أيها الحب عن الحب
|
ليّ كلام عنك فانتظر
|
أنت لن تمشي تحت المطر اليوم
|
لن تستطيع
|
فدعني أتبلل وحدي
|
و دعني أرتجف
|
فان أتأخر أيها الحب
|
و لن أدّونَ كلاماً على شجر
|
أو أترك شيئاً يذكَر بي سواك
|
و ما من أحد ليتذكر سواكَ
|
ما أريد ليس كلمة وبعدها يكونُ الرضا
|
ليس كالحقيقة و لا ناصعاً مثلها و لا حاسماً
|
فلا تسألني متى
|
إنه قرار الله
|
و لا تؤخرني أيها الحب عن الحب
|
و لا تخرج الدمى من جيب سترتكَ
|
و لا تضحك
|
و لا تقل إن الغربان البيضاء تحتاج لثلجٍ أسود
|
و لا تغلف كفيكَ بالصوف و وجهك بلفحتي
|
الخضراءَ
|
قفْ على الناصية الأخرى ة دعني لا أراك
|
لا تأت في حُلمي
|
لا تطرق الذاكرة
|
و لا تؤخرني أيها الحب عن الحب
|
لا تلُحْ مع الشمس
|
لا تتساقط مع الثلج
|
و لا تأتِ مع الريح او المطر
|
إنني ماضٍ إلى الحب
|
فلا تؤخرني أيها الحب عن الحب
|
سان بيتر بورغ
|
1993.1.15
|
-2-
|
سان بيتر بورغ هلوسة مخلوطة بفوضى
|
أشخاص ضربوا الأبواب بأقدامهم
|
و اغتصبو أمهاتهم في الظلام
|
ثم ناموا مرتاحين
|
سان بيتر بورغ حركتكِ داخل المدينة
|
و طيفكِ قرب الأرميتاج
|
أمشي محاذياًُ النهر
|
مستعيناً بضوء الثلج و لا أحد
|
وحدكِ
|
و تماثيل الأرميتاج حاشيتك
|
سان بيتر بورغ
|
1992.2.20
|
-3-
|
اشتاق إلى سترتك الملونة و ضحكتك
|
أرقب المدينة ليلاً
|
أرى الضوء و هو يسقط على الأرميتاج
|
أمرُّ قربه ليلاً و أتخيلك تنتظرين
|
لكن لا شيء سوى التاريخ و هو يهذي
|
داخل جدران الأرميتاج
|
سوى التماثيل و هي تستل السيوف
|
و تتحارب بعد أن يخرج آخر حارس
|
مغلقاً خلفه الأبواب
|
سان بيتر بورغ
|
1992.12.22
|
-4-
|
لأننا محض أعصاب تتبارى في التلف , محض روحين مخربتين ,
|
اتذذكرك كل الزمان و أعضّ أعماقي المهدمة
|
ندماً موحشٌ مثل فراشٍ باردٍ لا ينام فيه أحد
|
الممرُّ طويلٌ و معتمٌ دونك , بحاجة ليدكِ و فمك و شعرك , لطيفك و
|
هو يلومني أو يصرخ فيّ ,
|
لكنك لا تفعلين لإعجز أمام سكونكِ.
|
أيها الخطأ يا مساهري نمْ .
|
نامي أيتها الذنوب و استيقظي مع صباحي
|
فما تركته مجرّد عظام , مجرد عصب خال من الشفقة , مجرد يد
|
ربتت على كتفي و بقية هكذا طيلة العمر تشي بالمغفرة و توحي بالملام
|
, نامي أيتها الذنوب فليس في بالي سوى كف أخيرة لوحت من خلف
|
نافذة أخيرة لغيابي , ليس في بالي سوى نافذة , افتحها كلما شئت و
|
أيتما كنت لأرى الشام , نامي أيتها المرأة نامي فذكراكِ مدماة و
|
هجرانك أعمى , نامي أو ضعي نقطة بجانبي , فلست سوى شخص
|
بلا شفاهٍ أو عيون , بلا بريق ٍ أو بل وردةٍ
|
على الطاولة , بلا صباح الخير من فمٍ محب , بلا ورق للكتابة ,
|
بلا جرس يرن .
|
لست سوى خراب , اتفاق شخص على شخص , بقايا سعادة تمر
|
في البال و لا شيء سوى المارة
|
و صوتهم للحظة العبور من أمام الباب , صوت الضوء و برد ,
|
أتذكر يدك و أحزر مالذي كان يدور في بالك
|
و أنتِ تخربين القصة هكذا
|
أحسدكِ على الشام
|
أحسد الشام عليكِ
|
فنامي أيتها المرأة نامي
|
و لا تحكي لأحد ما فعلنا
|
و لا تتذكري شيئاً
|
لقد ضيعنا خواتمنا أيتها المرأة
|
فما جدوى أصابعنا بعد .
|
سان بيتر بورغ
|
1992.12.25
|
-5-
|
أول من يأتي إلى موعدنا أنتَ
|
و دائماً أتأخر
|
تعرف أي ورد أحب و تحضره
|
و تعرف أي الألوان
|
تنشر حولك الظلال و أنت تنتظر
|
فتحبك الظلال
|
و تحبك ألوان ملابسك
|
الورد في يدك يحبك
|
و المارة أيضاً و هم يرونك تنتظر
|
تحبك المباني حولك و السيارات العابرة
|
و الناس الداخلون إلى مبنى البريد و الخارجون
|
أحبكَ أنا أيضاً و أنا أتخيلك تنتظرني
|
أحبكَ و أنا أفكر
|
مرة أخرى لن أستطيع المضي إليك
|
موسكو
|
1993.4.20
|
-6-
|
بعد الحب
|
ما جدوى ما بيننا
|
فلست سوى جسرٍ يقودك إلى الهاوية
|
و روحي أشد ظلاماً
|
أقول الآن
|
أستطيع أن أطرد الجميع من بالي و أطردك
|
و لكنكِ تستطعين البقاء أكثر
|
أرجوكِ .. تستطيعين
|
موسكو
|
1993.4.3
|
-7-
|
شَعركِ في الدفتر مثل ورقة شجر
|
اليوم ممكن أن أراك و مستحيل
|
في حانة قرب الأرميتاج
|
قال لي سائح عابر إنك لم تعودي لي , و كان
|
لا يعرفني و لا يعرفك فصدقته
|
و فكرتُ أن ما بيننا سكة قطار مكسرة
|
و شَعرٌ يحترق في دفتر
|
و عشرات المدن
|
و كلها ليست لي
|
و كلها تؤدي إلى امرأة لم تعد لي أيضاً
|
منذ زمن بعيد
|
كما قال لي سائح عابر و سكران . |