أَحنُّ إلى ذِيْ الُمقلَتَينِ وأسَمَعُ |
يُشيرُ بأطرافِ البَنَانِ فأَخضَعُ
|
يُحاولُ أمراً بينَ أمرَين ِ حائراً |
ويَزجُرُ في العَنَين ِ دمعًا فَتـَدمع
|
يَفُوحُ عَبيرُ المسكِ في جنباته |
يَزُفُّ به ريحُ الصَّبا يَتَضَوّع
|
يَمُجُّ زُلالَ الماء في كلَّ واحةٍ |
ويُزهرُ بالأغصان ِ ما يَتَرَعرع
|
هنيئًا لأصحابِ الربيع ِ غديرهُم |
وللحالم ِ المشتاق ِ ما يتطمَّع
|
يرقُّ به شوقُ القُلُوب مع الصًّبَا |
يهُب بأرواح النَّسيم ِ فيَرتَع
|
إذا لاحَ برقٌ في الحمى بوميضهِ |
يُعاتبُ أهلَ الحيّ ..ما يتَلـَعلع
|
يَبُثُّ سَناهُ من بعيدٍ كأنَّهُ |
يزورُ بسَلمى ، فَوقَها يتَلَمَّع
|
تسامى على تُرب الخليل ضياؤُهُ |
يَمُدُّ بإشراق ٍ يهُبُّ ويَهجَع
|
على دار أُمَّ الحُسن ِ واللَّيلُ حالكٌ |
ينادم أرباب الغَرام ..ويَطمَع
|
وكم شاقَ في البَرَّاق ِ كلُّ شُعاعهِ |
يَحومُ بحوراءِ المدامع ِ يخشَع
|
نداماكَ جُنحَ اللَّيل غيدٌ أوانسٌ |
يُقدَّمنَ بالأسحارِ ما يَتَوزَّع
|
عُطُورًا لأصحابِ الخميلةِ نشرُها |
يحُفُّ بأنفاس الملاك ويجمع
|
وقد لَمَعت في الصَّدر منها نَفَائسُ |
من الدُّرَّ والألماس ما يتَشعشع
|
يشُوقُكَ وجهُ كالبدُورِ بحُسنهِ |
تجلاّ عليهِ الشَّعرُ إذ يَتفرع
|
وقد ذاقَ أهلُ الحُبَّ كلَّ نعيمهم |
وللهائم المحروم ما يتَلَوَّع
|
يطوف بأرض العاشقين بغمرةٍ |
وللغارق الملهُوف ما يتجرَّع
|
وكم لامَ بالعينين والصَّمتُ ساترٌ |
لواعجَ حُبًّ عنده تتجوَّع
|
تَمرُّ على الجفنين تشكُو هُيامها |
ويعبَثُ بالأهداب ما يتَسرَّع
|
تدفَّقَ في الخدَّين ِ يَسبَحُ جاريًا |
يَسيلُ بها ..والطَّرفُ لا يتزعزع
|
يُسارقُ في الأحبابِ وجهًا يشُوقُهُ |
وعهدٌ على وعد الهوى يتصرَّع
|
كفى زاجرًا بالحُبَّ للقلب واعظٌ |
وبالشَّيبِ إنذارٌ ، به يتَرفَّع
|
وما روضةٌ بالأمس طَيَّبةُ الشَّذا |
تسامى بها في الأُنس ما يتنصَّع
|
تسرُّ من العُشَّاقِ كلَّ مُتَيَّم ٍ |
ويَصدُقُ فيها القولُ إذ تتبرَّع
|
عليها نُفُوسُ الساهرينَ تلطَّفَت |
تَرقُّ بها الأشواقُ .. أو تتخلَّع
|
وما الشَّوقُ إلا ما يَسُرُّكَ شافيًا |
وما الحُبُّ إلا ما يصُونُ ويُركِع
|
سلامُ على أرض الحبيب ومزجهِ |
تسامى شَمُوُخًا في الربا يتَطَوع
|
تحُومُ حمامُ الوُرق ِ فوق َ سحابهِ |
تُغرَّدُ بالألحان ِ ما تتلذَّع
|
تَغَنَّت وكم أشقت قُلُوبًا بصوتها |
وما لبثت في الحُزن ِ إذ تتضوَّع
|
ترفرف بالجنحَين ِ فوق غُصُونها |
وتشرحُ بالأنغام ِ ماتتوقَّع
|
عليها عُيونُ النَّاظرين تسهَّدت |
وما أغمضت ترجوك أو تتقطَّع |