تشبّثتُ بالأطلال لما بدا ليا |
تراثُ الكرام الغرّ يشمخ عاليا
|
وقفتُ على الرسم الذي فيه عزّتي |
وقد كان دينُ الله حيّاً وباقيا
|
سألتُ بقايا من بقايا فلم يجبْ |
سوى طللٍ يحكي إليَّ تراثيا
|
تراثَ رجالٍ جاهدوا بنفوسهمْ |
وما صنعوا زحفاً وما كان باديا
|
يُقرّ بفعل المؤمنين بربِّهمْ |
ويدحض قولَ الكاذبين مُنافيا
|
وقد كان للهنديّ وقْعٌ وقصّةٌ |
وما فعلتْ فيه الرماحُ العواليا
|
بأيدي رجال صادقين بعزمهمْ |
يردون دارَ الخُلد يومَ التلاقيا
|
أأندلسٌ ألقى، أمِ الحقُّ ضائعٌ |
أمِ الناسُ في وادٍ، أمِ العقلُ ساهيا؟
|
وإني غريبٌ في ذراكِ وإن يكنْ |
عليكِ بغاةٌ يجحدون عطائيا
|
عطاءً لآباءٍ ورثتُ علومَهمْ |
وما سطّروا بحثاً من العلم حاويا
|
وقد ينصر اللهُ الحقوقَ بأمّةٍ |
تعود إلى أصل من الخير شافيا
|
ولن يعدمَ الرهطُ الكرام خليفةً |
يسود ربوعَ المسلمين مناديا
|
بما جاء في التبيان وحياً مُطهَّراً |
يُعيد جموعَ العائدين مُحاميا
|
يشدّ بهم أزراً ويرفع ظلمهمْ |
ويدحر جمعَ الكافرين معاديا
|
وما جاء في القرآن حكماً مُنزّلاً |
يرصّ صفوف الساجدين مُواليا
|
كذلك كنّا في رُباكِ أعزةً |
وكنتِ لنا داراً وكنّا مثاويا
|
نذود حماها بالبواتر عنوةً |
وتصدع جورَ العابثين تماديا
|
ذهبتِ فلن أنساكِ يا دُرّةَ الحَشا |
وقد بقيتْ أحزانُنا مثلَ ما هيا
|
ومرّتْ سنونٌ سالفاتٌ عوابسٌ |
تجرّ بأذيالٍ من البَيْن كاويا
|
يفيض لها دمعٌ من العين سائلٌ |
يهزّ بأعماق النفوس مُجافيا
|
وقد كان فيها كلُّ قرم وفطحلٍ |
يرجّ قلوبَ الكافرين لياليا |