بلى .. قلبي طواهُ ما طواهُ |
وأدناه وأبعده هواهُ
|
سعى حتى رأى فامتد معنى |
وغاب فغاب فيه ما عناهُ
|
رمى ما كان يقلقه فأمسى |
على قلق يعانق من رماهُ
|
وطاف منازل الرؤيا فأخفى |
منازلها بما ملكت رؤاهُ
|
تمنى فاصطفاه الوصل سرا |
فأدرك سره لما اصطفاهُ
|
***
|
صحبت الليل حين ثملت صحوا |
وحين صحوت أسكرني مداهُ
|
وبي عشق يصلي في دمائي |
ويعرج بي إلى أعلى علاهُ
|
بلغت مقام من عرفوا فهاموا |
وهمت كأنما قلبي شفاهُ
|
فمن بلغ المقام أقام فيه |
ومن عرف الهيام سلا سواهُ
|
صفت نفسي فحلت من رمادي |
وصفو النفس في العلياء جاهُ
|
بلى .. قلبي دعاه الوجد بوحا |
فسار كما السحاب لمن دعاهُ
|
شهدت فضاقت الأشياء حولي |
وحرت فأدركت روحي يداهُ
|
وقفت فضمني نهر اكتمالي |
كمن بلغ الهوى أقصى مناهُ
|
شربت فبلل المعنى حروفي |
كأن الحرف أدرك منتهاهُ
|
كفى بي أن في نفسي كشوفا |
تجلى في نوافذها الإلهُ |