- 1 -
|
ثلاثٌ من سنيِّ العمرِ مرَّتْ
|
وما أطفأتُ في قلبي اللهيبا
|
ولا استأصلتُ أعماقَ اشتياقي
|
ولا دمعي كففتُ ولا النحيبا
|
ثلاثٌ لم تزل ناراً، وداءً
|
صُلِبْتُ بها ، و أحملها صليبا
|
فلا ناري أودُّ لها انطفاءً
|
ولا دائي أريدُ لـه طبيبـا
|
- 2 -
|
سأفتحُ جرحَ أشواقي و أمضي
|
ولنْ أخشى عتيداً أو رقيبا
|
زمامُ القلبِ أفلتَ فاعذريني
|
ودمعي صاغ في خدي دروبا
|
لساني عاجزٌ إنْ قلتُ أهوى
|
فما للوصفِ فينا أنْ يصيبا
|
وما للوصفِ كانَ الحبُّ فينا
|
ولا للوصفِ أن يكفي حبيبا
|
سيلغي القلبُ ما يدعى كلاماً
|
ويرقى منبرَ الشكوى خطيبا
|
فيكوي الرّوحَ أنَّكِ أنتِ مثلي
|
وأُشهدُ في هوانا العندليبـا
|
- 3 -
|
رحيلٌ صاغَ مني ألفَ ميتٍ
|
يغنّي آهتي لحناً طروبا
|
رحيلٌ... كيف أكتبها كلاماً
|
و كيفَ أخطُّها دمعاً سكوبا
|
وكيف ستسكنين دروب قلبي
|
إذا خطَّ الرحيلُ ليَ الدروبا
|
أخافُ وداعَ عينيكِ الحزانى
|
وأخشى إن رأتني أن أذوبا
|
وأخشى إن رحلتُ بلا سناها
|
بأن أبقى بلا وطنٍ، غريبا
|
وتعـصرَ لي العيونُ الحزنَ ماءً
|
فأذكر دمعَ عينيكِ الحبيبا
|
وأذكر كيف كانتْ فيَّ روحٌ
|
فأنسى لونَ دمعي والشحوبا
|
"على جمرٍ تسيرُ بيَ الليالي"
|
سؤالاً حائراً يبغي المجيبا
|
لمن أشكو إذا فاضتْ دموعي
|
وضاق الصدرُ أعهدهُ رحيبا
|
- 4 –
|
شتاءٌ دائم الأحزانِ قلبي
|
وما لشتاءِ قلبي أنْ يذوبا
|
فما عرفَ الربيعُ إليهِ درباً
|
ولا عرف الشروقَ ولا المغيبا
|
فإن نثرَ الرَّبيعُ الحُبَّ ورداً
|
كسا الدنيا بهِ بُرداً قشيبا
|
سينسي الناسَ إلايَ اشتياقاً
|
ويسعدُ ما عدا قلبي القلوبا
|
- 5 –
|
بعيداً صرتُ يا حبي ، بعيداً
|
وأنتِ عهدتـني دوماً قريبا
|
ولكنْ ... كلُّ حرفٍ، كلُّ سطرٍ
|
يسطِّرُ بيننا بعداً رهيبا
|
أنا في مركبي أبكي طويلاً
|
وأنتِ اليومَ رامٍ قد أُصيبا
|
رماني بالهوى، حتى رماهُ
|
نصيبٌ، كيفَ نعترضُ النصيبا
|
- 6 –
|
خذي منِّي الغرامَ وفيضَ شوقي
|
فكمْ أخشى من الحبِّ الهروبا
|
وأخشـى – إنْ براني الشـوقُ – أمضـي
|
فلا أجدُ الشّمالَ ولا الجنوبا
|
خذي منِّي الحنينَ إذا افترقنا
|
فأخشى في متاهتهِ الذُّنوبا
|
وأخشى إن قرأتُ الذِّكرَ أتلو
|
"عيونُكِ تجعَلُ الوِلدانَ شيبا"
|
*
|
1998 |