أريقُ بُعْدَكِ في همسيْ وأنفاسيْ |
فيورقُ الشوقُ صمتاً حولَ أجراسيْ
|
أمرُّ عصراً على دربٍ يهدهدُهُ |
صدى خطاكِ ومافي الدربِ من ناسِ
|
وحديْ أغيبُ وسيفُ الريحِ يقسمنيْ |
نصفاً يراكِ ونصفاً-يدَّعيْ-ناسيْ
|
ونهرُ قلبيْ يفيضُ الذكرياتِ على |
مرآةِ فكريْ فأرنو خطوكِ الراسيْ
|
هنا مررنا وأقواسُ الورودِ خلتْ |
فكانَ خدُّكِ وَرْدَاً حولَ أقواسيْ
|
شحوبُ جامعِنا والضوءُ يغرقهُ |
لي فيهِ جامعُنا من غيرِ حراسِ
|
حبٌّ غفا بينَ زهرِ الصحوِ فانتبهتْ |
في يانعِ الطرفِ أنداءٌ من الماسِ
|
وسيدي خالدٌ قد باتَ يشهدُ لي |
عقداً من العشقِ في عينيَّ/قرطاسيْ
|
الآنَ وحديْ...وكأسيْ كلُّ ما منحتْ |
عمريْ المنافيْ فحزني الآنَ لي حاسيْ
|
يومَ الخميسِ أرى سوراً توضِّبُهُ |
حمائمٌ ووقوفٌ حولَ جُلاسِ
|
على الرصيفِ أناشيدٌ ومبخرةٌ |
وباعةٌ...طيبُ مسكٍ تحتَ نبراسِ
|
هُنا نساءٌ توشَّحْنَ السوادَ وقد |
شَيَّعنَ آساً ودمعاً عارياً كاسيْ
|
من سبعةٍ كنَّ أيديهنَّ قد دفنتْ |
أغراسَ آسٍ على قبرٍ لأغراسِ!
|
والآسُ نعشٌ به يؤوي رفاتَ سُلُوٍّ |
أو أنينٍ جرى من حرقةِ الناسِ
|
والآسُ يحيا ويقضي مرتينِ ويأ |
تي قبرَهُ الناسُ كلٌّ قارئٌ ناسيْ
|
والآسُ يؤنسُ سكانَ المقابر |
ِ لوغابَ الأقاربُ عنهم أيَّ إيناسِ
|
ويتكيْ...: إننا عشنا وما عرفوا |
فواسِ يابدرُ من لم يأتِنا...واسِ
|
***
|
ماظلَّ إلا وريقاتٌ يلاطمها |
موجُ الخريفِ ببردٍ متعِبٍ قاسيْ
|
تفرَّقَ الجمعُ لمَّا العصرُ لبَّدنيْ |
على الرصيفِ وفاضَ الحزنُ من كاسيْ
|
وغابَ كلٌّ إلى شأنٍ وحادثةٍ |
فعدتُ وحدي أعزي مجلسَ الآسِ
|
حتَّى إذا ما غفتْ شمسيْ لتصرفنيْ |
أرقتُ بعدكِ في همسيْ وأنفاسيْ... |