( سوداء .. سوداء، كلون القلق والموت.. كلون آخر الأشياء ):
|
*
|
أعرفُ الآنَ أنّي خيامٌ
|
تفتّشُ جاهدةً عن بداوتها في الرحيلِ،
|
وأعرفُ أنّ الغريزةَ كفٌّ
|
تشدُّ الجيادَ إلى أوّلِ النهرِ
|
حيث مضى الصيفُ، وانكسرتْ جرّةٌ بعدَهُ.
|
كلّما مرّ بي هاجسُ النهرِ، جهّزتُ أغنيتي والخيامَ،
|
وقلتُ: سأغسلُ قلبي لينبتَ بين جوانبه العشقُ.
|
رقّتْ سمائي كثيراً ..
|
بدأتُ وحيداً، وصرتُ كثيراً،
|
وخفتُ على فرحي من عبور الطوائفِ فيه،
|
قنعتُ بحدسي ..
|
وأنكرني " الزنزلختُ "( تعرّتْ يداهُ على الدربِ حين مضى ما مضى من عـبور الطوائف فوق الحمامِ.)/
|
مضى ما مضى ..
|
ليس لي أن أعيدَ الحمامَ إلى عشّهِ،
|
ليس لي أن أقولَ: غيابُكِ يؤنسني،
|
ليس لي أن أقودَ الجيادَ إلى أوّل النهر.. أو أوّل الحبِّ
|
محتفياً بالذي قد مضى،
|
ليس لي ../
|
بعدكِ الآنَ أعرفُ أنّي خيامٌ
|
تفتّشُ جاهدةً عن بداوتها../ أو حضارتها
|
في الرحيلِ،
|
وفي جرّةٍ كُسِرتْ بيننا. |