بعينينِ مفقوءتينِ
|
يتوسَّلُ نظرةَ حنانٍ صافية
|
نظرةً واحدةً
|
لا يعكِّرُها اشمئزازٌ
|
و لا تبتذلُها شفقة
|
نظرةَ إنسانٍ
|
لأخيهِ الإنسان
|
لكنَّ العابرينَ سريعًا بمعاطفهم
|
لا يرونَ فيهِ
|
سوى متسوِّلٍ معوَّق
|
في زاويةٍ من رصيف
|
يقذفونَ في راحةِ يدِهِ المتشقِّقة
|
قروشًا قليلةً
|
و يختفون.
|
وحدهما الولد و البنت المتعانقان
|
ضفيرةً من لحمٍ و دم
|
تحتَ مظلَّةٍ ملوَّنة
|
وضعا، برفقٍ، في ثقبيْهِ العميقيْنِ
|
قطعةً من الخبزِ المُحلَّى
|
و كمشةَ زبيبٍ و ياسمين
|
متوهِّميْن أنَّهُ شجرةً
|
و أنَّ تجاويفَ جمجمتِهِ
|
-هذه التي تقرفُ الناسَ
|
و ترعبُ الأطفال-
|
أعشاشَ عصافير. |