يغادرنا القادمون على " السُرفاتْ"
|
يعود المزارعُ للحقلِِ
|
والطفل للدفترِ المدرسيّ
|
تعودُ الحياة ْ
|
طبيعية مثل طين الفراتْ
|
وأن لا يعود العراقُ
|
سرير الطواغيتِ
|
أو
|
ساحةً لخيول الغزاةْ
|
…
|
كأني أشذُّ عن القاعدهْ
|
فأحلمُ بالمستحيلْ :
|
يضيءُ الحبورُ البيوتَ
|
ويغدو النخيلْ
|
مآذنَ مُشرعةً للهديلْ
|
…
|
تذكرتُ
|
مَنْ لي بنبضٍ
|
يعيدُ الرفيفََ لهذا الزمانِ القتيلْ؟
|
أين ستهربينَ من حبي
|
أين ستهربينَ من حبي؟
|
تمنَّعي عليَّ
|
أطعمي اللهيبَ كلَّ ما بعثتهُ اليكِ
|
من شعرٍ..
|
وما رسمْتُهُ بريشةِ الصَبِّ
|
وسافري حيثُ تشائينَ
|
بعيداً عن تضاريسي
|
وعن رَكبي
|
لا بدَّ في نهاية المطافِ أن تكتشفي
|
أنكِ تمشينَ على دربي !
|
إنَّ الدروبَ كلّها
|
تُفضي الى قلبي !
|
*****
|
سيدةِ النساءِ يا مسرفةَ الرعبِ
|
لا تَذْعَري إذا سمعتِ مرَّةً
|
بعد انتصافِ الليلِ صوتاً
|
يُشبهُ النقرَ على الشباكِ
|
أو هَسْهَسْةَ العُشبِ (*)
|
لا تذعري
|
يحدثُ أحياناً إذا حاصرني الوجدُ
|
وألقى جمرةَ السُهادِ في هُدْبي
|
يهمسُ لي قلبي:
|
قمْ بيْ لأطْمَئنَّ أن زهرةَ الريحانِ
|
في سريرها الرَحبِ
|
تغفو على وسادةٍ من أَرَقي
|
قمْ بي !
|
*****
|
(*) الهسهسة: الصوت الخافت كصوت حركة الحلي وما شابه ذلك |