مدخل:
|
قبل أن ترتعش الكلمة كالطير.
|
قفي!
|
وانظري أي غريب
|
أي مجهول طواه معطفي
|
وخذي صبوتك الحمقاء عني..
|
واختفي.
|
واقفٌ وحديَ في الميدان
|
والفجر على الأفق حصان
|
شده الشوق وأرخاه العياء
|
والمدينة
|
تتلقى قبلة الصبح بشيء من حياء
|
وعلى كفيَّ منديلك أشذاء حزينة
|
آه! ما أقسى طلوع الفجر
|
من غير حبيب
|
ورجوعي كاسفا لا شمس عينيك
|
ولا سحر اللقاء
|
*
|
أوَ تدرين لماذا
|
كلما قربنا الشوق نما ما بيننا
|
ظل جدار؟
|
ولماذا
|
كلما طار بنا الحلم أعادتنا
|
إلى الأرض أعاصير الغبار؟
|
ولماذا
|
كلما حركنا الشعر غزانا النثر
|
فالألفاظ فحم دون نار؟
|
أوَ تدرين؟
|
لأن القلب ما عاد كما كان
|
بريئا
|
طيبا كالنبع.. كالفكرة.. في الليل
|
جريئا
|
عاد يشكو تعب الرحلة ما بين
|
الموانئ السود في هوج البحار
|
الميناء الأول:
|
كنت بريئا
|
أهوى الألعاب
|
أهوى أن انطلق سعيدا
|
فوق الأعشاب
|
أن أبني بيتا من رمل
|
أن أهدمه فوق الأصحاب
|
ووقفت على هذا الميناء
|
فوجدت أمامي جَمْع ذئاب
|
بوجوه رجال
|
إن حيوا أدمتك الأظفار
|
إن ضحكوا راعتك لأنياب
|
وإذا غضبوا أكلوا الأطفال
|
وتعلمت هناك الخوف
|
الميناء الثاني:
|
كنت بريئا
|
قالت لي أمي لا تكذب
|
قال أبي الصدق نجاة
|
وعشقتُ الصدق
|
صدق العَين.. وصدق القلب
|
وصدق الكلمات
|
ووقفت على هذا الميناء
|
فسمعت الناس ينادون الأقبح
|
أنت الأجمل!
|
والأكرم أنت الأبخل!
|
والبغل أنت الفحل!
|
واللص عفيف الذيل!
|
فتعلمت هناك الكذب
|
الميناء الثالث:
|
كنت بريئا
|
لا أملك أوهامي
|
ونجومي المنثورة في الأفق
|
ودفاتر شعر أسكنها
|
وتعشش فيها أحلامي
|
ووقفت على هذا الميناء
|
قال الناس : أعندك بيت
|
غير قوافي الشعر العصماءْ؟
|
قال الناس: أعندك أرض
|
غير أراضي الشعر الخضراءْ؟
|
وأصبت بداء المال
|
الميناء الرابع:
|
كنت بريئا
|
فجَّ الإحساس
|
لا أبصر فرقا بين الناس
|
الكل سواء
|
الكل لآدم من حواء
|
ووقفت على هذا الميناء
|
فرأيت صغيرا وكبيرا
|
ورأيت حقيرا وخطيرا
|
هذا يجلس والناس وقوف
|
هذا يمشي فتسير صفوف
|
هذا يستقبله الحجاب
|
هذا يترك خلف الأبواب
|
وأصبت هناك بحمى المجد.
|
خاتمة:
|
فتنتي ما بيننا قام دجى
|
من ضياع .. ورياء .. وطموح
|
عبثا أفتح روحي للهوى
|
بعد أن عدت إليه.. دون روح
|
1395هـ |