سألت الروح عن سر الخلودِ |
وعن آفاقها خلف الحدودِ
|
فقالت لي : أنا في الوجد سرٌّ |
" وجود الوجدِ في وجدِ الوجودِ "
|
فقلتُ لها : أفيضي كي أراني |
إذا ما تهتُ في فيض الشرودِ
|
فأعمتني بفيض من ضياء |
وطافت بي على نهر الورودِ
|
شربتُ السرَّ كأسا من خيال |
ورحتُ أغيب في الصمت البعيدِ
|
رأيتُ منازلي وسمعتُ صوتي : |
أنا في الوجدِ في العشق الشديد ِ
|
أما مَنْ يكشف الأستار عني |
ويحملني إلى أقصى حدودي
|
فهام النور حولي ثم أوحى |
إلى روحي لتفضي بالمزيدِ
|
فقالت لي : هنا في البرد كشف |
وكشف السرِّ في الليل المديدِ
|
فقلت لها : إذا الأسماء تاهت |
أعينيني على الوهم الطريدِ
|
فقالت : أنت في برقي مساء |
ونور الكشف بي من بعض جودي
|
إذا أسريتِ لي أخفيتُ سرِّي |
فسرِّي خلف خافية المُريدِ
|
إذا ما شئتِ أسبابي وبابي |
أنا في عمق أعماق السجودِ
|
فقلت لها : أرى قالت : عماء |
فلمَّا تبلغي بصر الحديدِ
|
ولما تبلغي آلاء وجدي |
فمَدي في مدى مدِ المدودِ
|
وقالت لي : إذا أفشيتُ سرّي |
بلغتِ وأنت من طين عنيدِ
|
وأغواكِ الخلود فلامكان |
يضم رؤاكِ في سفر الخلودِ
|
خذي مني وعني سرَّ وجدي |
فقلتُ لها : أنا وجدي وجودي
|
فقالت آه قد أدركتِ سرِّي |
وجودُ الوجدِ في وجدِ الوجودِ |