يوم مجد فات ما أجمل ذكره |
فيه لو نفطن آيات وعبره
|
فيه أن الحق إن حصنه |
قادر لم يستطع ذو البطل هدره
|
فيه أن الفعل أجدى للفتى |
مم كلام ما عهدنا قط أمره
|
فيه أن المال والأهل إذا |
لم يجودا ضحيا من اجل فكرة
|
فيه إن هم الفتى فليقتحم |
لا يخف ضحضاح ما ينوي وغمره
|
شرعة علمناها المصطفى |
ليتنا نمشي على شرعه إثره
|
فليحل السيف ما عقده |
غادر بيت للأوطان غدره
|
ليس مثل البطش في الدنيا فكن |
باطشا يرهب أهل الأرض شره
|
ضيع المضعوف لا ظفر له |
ونجا المضعوف لو طول ظفره
|
ودموع الذل ما رق لها |
قلب ظلم إن قلب الظلم صخرة
|
قوة المرء له حجته |
وهي إن يظلم تقف في الناس عذره
|
" وأعدوا " لم يقلها ربكم |
عبثا فلتحسنوا في " الذكر " نظره
|
لم تكن هجرة طه فرة |
إنما كانت على التحقيق كره
|
كانقباض الليث ينوي وثبة |
وانقباض الليث في الوثبة سوره
|
ورمى في السوح أبطالا لهم |
فوق سوح الموت تمراح وخطره
|
وانجلى العثير عن هاماتهم |
كللت بالغار من مجد وفخرة
|
نصروا الله فلم يخذلهمو |
بل جزاهم ربهم فوزا ونصرة
|
فمشوا في الناس نورا وهدى |
وبدوا فوق جبين الدهر غرة
|
ركزوا أرماحهم فوق العلا |
وحدى الحادي بهم عزا وشهرة
|
وأتينا نحن من بعد همو |
وأضعنا ما جنوا طيشا وغرة
|
يثغر السور علينا ونرى |
ثم ر نرتق بالأفعال ثغرة
|
ونرى الماكر في أمجادنا |
ثم لا نفسد للشقوة مكره
|
ونرى حد حمانا ناقصا |
كل يوم شطرة من بعد شطرة
|
ولنا في كل يوم قالة |
فأرونا فعلة في العمر مرة
|
لا يصون الحد إلا حدة |
ويذيب القيد إلا نار ثورة
|
ومذاق الموت أحلى في الوغى |
من حياة ضنكة في القيد مرة
|
ونفوس الخلق أعلاها التي |
إن تعش عاشت وماتت وهي حرة
|
لا تقولوا ما لنا من قدرة |
إن تريدوا ينخلق عزم وقدرة
|
إن فيكم لبقايا طيبات |
لم يزل في الدم مجراها وخيره
|
فانهجوا نهجا قويما واعملوا |
واعملوا لا تبخسوا " مثقال ذرة "
|
ما أضر الشعب كاليأس فإن |
يئس الشعب يكون اليأس قبره
|
هكذا نقضي ولم تبدر لنا |
غضبة في حقنا أية بدرة
|
ولنا ثأر على الناس وما |
نام من يطلب أن يدرك ثأره
|
~*~*~*~*~*~
|
هاجر الهادي إلى رجعى فإن |
نحن هاجرنا فماذا بعد هجره؟
|
قد خرجنا أمس من أندلس |
ودخلنا بعد في نيران حسره
|
وإذا نحن خرجنا في غد هل |
يحن الناس للأقصى بزوره؟
|
لا يخاف الناس إلا ظالما |
فاظلموا كونوا ذوي بأس وجسرة
|
ليس يحمي الحق إلا فتكة |
ويعيد فينا غير قسره |