بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
|
فأغمغم
|
و أهيم ما بين الجداول و الأزاهر و النخيل
|
أشدو بها أترنّم
|
زاد لروحي منذ سقسقة الصباح إلى الأصيل
|
زاد و لكن عنه قد صدفت تجوع و لا تريد
|
ما ينعش الآمال فيها
|
هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد
|
منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها
|
**
|
هرم المغنّي هدّ منه الداء فارتبك الغناء
|
بالأمس كان إذا ترنّم يمسك اللّيل الطروب
|
بنجومه المترنحات فلا تخر على الدروب
|
و اليوم يهتف ألف آه لا يهز مع المساء
|
سعف النخيل و لا يرجح زورق العرس المحلّى
|
بعيون أرام و دفلى
|
و درابك ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء
|
**
|
هرم المغني فاسمعوه برغم ذلك تسعدوه
|
و لتوهموه بأن من أبد شبابا من لحون
|
و هوى ترقرق مقلتاه له و ينفح منه فوه
|
هو مائت أفتبخلون
|
عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون
|
أصغوا إليه لتسمعوه
|
يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون
|
سلم على إذا مررت
|
أتى و سلّم صدّقوه
|
هرم المغنّي فارحموه |