تَهَضَّمَني قَدُّكِ الأهيفُ |
وألهَبَني حُسنُك المُترَفُ
|
وضايَقَني أنَّ ذاك المِشَّدَ |
يضيقُ به خَصرُك المُرهَف
|
وقد جُنَّ وركُكِ من غَيظِه |
سَمينٌ يُناهِضُه أعجَف
|
فداءً لعَينَيك كلُّ العيون |
أخالَط جفنيهِما قَرْقفَ
|
كأنّي أرى القُبَلَ العابثاتِ |
من بينِ مُوقَيهِما تَنْطِف
|
ورعشةَ أهدابِك المثقلاتِ |
على فرْط ما حُمِّلَت تَحْلِف
|
كما الليلُ صَبَّ السَوادَ المُخيفَ |
صَبَّ الهوى شعرُك الأغدَف
|
تَلَبَّدَ مِثلَ ظَليلِ الغمام |
وراحتْ به غُمَمٌ تُكْشَف
|
أطار الغرورَ نثيرُ الجديلِ على |
دَورة البَدر اذ يُعقفَ
|
وراحَ الحُلُي على المِعصمَين |
بأعذبَ الحانِه يَعزِف
|
وأوشكَ هذا النسيجُ اللصيقُ |
بنَهديك من فَرْحةٍ يهتِف
|
وكاد يُذيعُ حديث الجنانِ |
واسرارَ كَوثَرِه المُطرّف
|
مُنى النفسِ إنَّ المنى تَرتَمى |
على قَدَمَيكِ وتَستَعطِف
|
وطوعَ يَدَيك كما تَشْتَهين |
حياةٌ تجَدَّدُ او تَتْلَف
|
مُنى النفسِ إنّ على وَجنَتيكِ |
من رَغبةٍ ظُلَلاً تزحف
|
تَعالي نَصُنْ مقلةً يرتمي |
بها شَرَرٌ وفماً يَرجِف
|
ونُطاقْ من الاسر رُوحاً |
تجيشُ في قفصٍ من دمٍ ترسِف
|
تعالي أُذقْكِ فكلُّ الثمار |
تَرفُّ ونوارُها يقطَف
|
صِراعٌ يطولُ فكمْ تهدفين إلى |
الروح مني وكم أهدِف
|
إلى الجسم مِنكِ وكم تَعرِفين |
أين المَحَزُّ وكم أعرِف
|
وما بينَ هذينِ يمشي الزمانُ |
ويُفنى مُلوكاً ويستخلِف
|
أميلي بصدركِ نَبْعَ الحياةِ |
وخلِّي فماً ظامئاً يُرشَف
|
وميطي الرِداء عن البُرعُمَينِ |
يَفِضْ عَسلٌ منهما يَرعُف
|
ومُرِّي بكفي تَشُقُّ الطريقَ |
لعاصفةٍ بهما تعصِف
|
أميلى فيَنبوعُ هذا الجمالِ |
إلى أمَدٍ ثم يُستَنزَف
|
وهذا الشبابُ الطليقُ العنان |
سيُكْبَحُ منه ويُستوقَف
|
أميلي فسيفُ غدٍ مُصلَتٌ |
علينا وسمْعُ القَضا مُرهَف
|
عِدي ثُمَّ لا تُخلِفي فالحمام |
صُنوك في العنفِ لا يُخلِف
|
خَبَرتُ العنيفَ من الطارئات |
ما يَستميلُ وما يقصِف
|
وذُقتُ من الغِيد شرَّ السُموم |
طعْماً يُميتُ ويُستَلْطَف
|
وخضتُ من الحُبِّ لُجِّيه |
على مَتن جِنيَّة أُقذَف
|
فلا والهوى ما استَفزَّ الفؤادَ |
الطفُ منكِ ولا أعنَف |