أشْتَهي .. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ |
ما الذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟!
|
ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ |
طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟!
|
ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ |
وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..!
|
والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني |
فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ!
|
ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب |
من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ!
|
فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ |
وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ!
|
وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو |
ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ!
|
وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو |
بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ!
|
يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى |
بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ!
|
وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب |
عليها .. كما تَغُولُ الحرائِرْ!
|
***
|
مَسَّنِي الضُّرُ .. كيف أّقْوى على العَيْشِ وحولي تختال هذي الجرائر؟!
|
ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى |
مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ!
|
كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ |
بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ!
|
جائِعاً ..ظامِئاً .. يُقيِضُ بِشَكْواهْ |
فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!!
|
ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ |
ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ!
|
وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ |
صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ!
|
أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر |
فما كانَ بالكريم المُؤازرُ!
|
فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ |
بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ!
|
عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه |
والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ!
|
غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ |
بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ!
|
إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ |
وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ!
|
***
|
واسْتَوى عُودُهُ .. وأَخْصَبَتْ بالنَّعْمةِ .. وارْتاحَ من كَريهِ الخَواطِرْ!
|
فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ |
عاتِياً .. عابِثاً . بِكُلِّ المآثِرْ!
|
يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ |
اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ!
|
كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على |
الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ!
|
فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ |
مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ!
|
أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ |
وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ!
|
ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل |
وفاخَرْتُ .. وَيَلَتا- بالمَناكِرْ!
|
جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما |
طِحْتُ جريحاً .. عَمائِمٌ وأَساورْ!
|
فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني |
فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ!
|
***
|
رُبَّما تَصْرِفُ النُّفوسَ عن الرشُّدِ.. نَواهٍ مَشْؤُومةٌ وأوامرْ!
|
فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ |
ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ!
|
فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين |
خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ!
|
***
|
أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً |
عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ!
|
واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا |
عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ!
|
فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ .. بِذِكْراكِ |
وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ!
|
وسَتَشْدو بالشِّعْرِ مِنِّي.. يُناغِينَ هَوانا.. فواتِنٌ وسَواحِرْ!
|
***
|
إنَّ مَجْدي هذا .. إذا اخْتَال |
بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ! |