اسْمَعِيني
|
يا جَمالاً كانَ في بُرْدَةِ طُهْرِ..
|
يا جَمالاً كانَ في نَضْرَةِ زَهْرِ..
|
يا جمالاً كانَ في طَلْعَةِ بَدْرِ..
|
يا جمالاً كان في نَفْحَةِ عِطْرِ..
|
يا جمالاً كانَ في ريَّةِ نَهْرِ..
|
يا جمالاً كان في نَشْوَةِ خَمْرِ..
|
يا جمالاً كان في وَقْدَةِ جَمْرِ..
|
يا جمالاً كانَ في سَطْوَةِ نِمْرِ..
|
كيف أهويت إلى الدرك السحيق؟!
|
كيف أَهْوَيْت. وقد عاهَدْتِني..
|
أَنَّ هذا الحُبَّ.. حُبٌّ أَبَدِي..
|
ولقد أشعر أَنِّي في الذرى..
|
منه.. من عَهْدٍ بعيدٍ سرمدي..
|
ولقد صَدَّقْتُ ما قُلْتِ فقد
|
كنْتُ روحاً هائِماً في جَسَدِ..
|
عَبْقَرِيٌّ في الهوى لكنَّني..
|
ذو عُيُونٍ شَقِيَتْ بالرَّمَدِ..
|
قد تَرى في حَجَرٍ مُسْتَرْخَصٍ..
|
لُؤْلُؤاً مُؤْتَلِقاً من عَسْجَدِ..
|
ولقد يَسْتَعْذِبُ البَحْرَ الغَريقُ..
|
* * *
|
فاسْمَعيني..
|
لم يَكُن حُبُّكِ إلاَّ صَبْوَةً..
|
صَهَرتْني. فَنُحاسي عادَ تِبْرا..
|
عُدْتُ حِسّاً واعِياً مُسْتَشْرِفاً..
|
عالَماً أَكْشِفُ منه ما اسْتَسَرَّا..
|
عالَماً ما يَعْرِفُ الغَدْرَ ولا..
|
تَرْقُبُ النَّفْعَ فَتَلْقى منه ضَرّاً..
|
ولقد أَصْلَيْتَني حينا لظى
|
صَهَرَتْني. فَأَرَتْني السِّر َّجَهْرا..
|
كنتُ طِفْلاً أَتَشَهَّى لُعْبَةً..
|
فإِذا اللُعْبَةُ تُضْنِي منه دَهْرا..
|
وإذا باليأْسِ منها.. والضَّنى..
|
أَنْبَتا في قَفْرِهِ الموُحِشِ زَهْرا..
|
فاسْكُبِي الدَّمْعَ فإِنِّي صِرْتُ حُرّاً..
|
صِرْتُ حِسّاً عَبْقَرِيّاً.. صِرْتُ فِكْرا..
|
فلقد أَسدى. وما أَشْقى الحَرِيقْ.. |