لِمَ هذا الضَّمِيرُ يَجْلِدُ في الرُّوح |
لِماضٍ من الأثامِ كَثيبِ؟!
|
لِمَ.. وهو الشَّريكُ للجسد الفاني |
لِما كانَ من هَوًى مُسْتَجيبِ؟!
|
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِقَوْلٍ رشيدٍ |
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِفِعْلٍ مُنيبِ؟!
|
والشَّبابُ. الشَّبابُ يَنْفُثُ عَزْماً |
في الشَّرايين جارِياً كاللَّهِيبِ!
|
يَزْدَرِي الرُّشْدَ.. يَشْتَهي الغَيَّ. يَطَّوِي لَيْلَهُ بَيْن لَهْوِهِ والحَبِيب!
|
والهوى لا يَرِيمُ عنه.. وتغريه |
فَرادِيسُهُ بِأحْلى نصيب..!
|
فَيَظَلُّ المَفْتُونُ بالجَدْولِ العذب |
وبالرَّوْضِ والمُقامِ الرَّحِيبِ!
|
ناعِماً.. شادِياً بِحُلْوِ التَّغاريدِ ونُعْمى الشُّجُونِ.. كالعَنْدَلِيبِ!
|
لَيْس يُصْغِي إلى الملامِ.. فيا رُبَّ حُداءٍ في سَمْعِهِ كالنعيب!
|
كيف يُصْغِي له.. وصوت نَداماهُ النَّشاوى.. يَضِجُّ بالتَّرْحِيبِ؟!
|
أَيْنَ كانَ الضَّمِيرُ عنه.. وقد كانَ مَريضاً بحاجةٍ لِلطَّبيبِ؟!
|
لِمَ لَمْ َيرْعَهُ ويَزْجُرْهُ حتى |
يتَفادى اللَّظى بِيَومْ عَصِيبِ؟!
|
أَفَبَعْدَ المَشِيبِ والضَّعْفِ والحَسْرَةِ من شِقْوَةٍ بماضٍ حَريبِ؟!
|
يَسْتَفِيقُ الضَّمِيرُ؟! ما كانَ أَحْراهُ |
بِلَوْمِي مِن قَبْلُ.. والتَّثْرِيبِ!
|
أفَما كانَ لي شَرِيكٌ فَأغْضى |
في شَبابي عن السُّلُوكِ المَعِيبِ؟!
|
كيف يَرْضَى ولو تأبّى |
ولو أَنْذَرَ لانصاعَ مُخطِىءٌ لَمُصِيب!
|
وتَفكَّرْتُ بُرْهَةً فَلَعَلِّي |
أَنا مَنْ كانَ هائِماً بالقليب!
|
رَغْمَ ظَلْمائِهِ.. ورغْمَ مَخازِيهِ |
وما كنْتُ بالمُصِيخ المُجِيبِ!
|
والضَّمِيرُ الأُسِيْفُ يهتف بالسَّادِرِ |
قَبْلَ الهَوِيِّ.. قَبْلَ المغيب..!
|
وأَصْمَّتْ دَوَّامَى السَّمْعَ.. أَوْ كنْتُ غَوِيّاً.. ولم أَكُنْ باللَّبِيبِ!
|
فَنَادَيْتُ.. ثم أَنْكَرْتُ ما قالَ ضَمِيري.. وكانَ خَيْرَ حَسِيبِ!
|
وتخَيَّرْتُ عن خَصيبي بِعُقْبايَ |
جَدِيباً.. وما أضَلَّ جديبي!
|
عُدْتُ منه الرَّسيفَ في القيد أَدْماني |
وأَبْكى عَيْني بِدَمْعٍ صَبِيبِ!
|
أَفَيُجْدِي البُكاءُ حتى ولو كان نَحيباً |
كَلاَّ.. فَوَيْلُ نحِيبي..!
|
* * *
|
هذه قِصَّةُ الضَّمِير.. وقد كنْتُ سليباً.. ولَمْ أكُنْ بالسَّليبِ!
|
لم يَكُنْ بالكَذُوبِ يَوْماً فقد كانَ صَدُوقاً في اللَّوْمِ والتَّأْنيب!
|
وأنا وَحدِي المَلُومُ. فقد كنْتُ عَتِيّاً.. مُتَيَّماً بعُيُوبي!
|
قد أَرَبْتُ الماضي.. وكُنْتُ غَرِيراً |
أَفأَحْظى بِغَيْرِ يَوْمٍ قرِيبِ؟!
|
فَعَسى رَحْمَةٌ من الله تُفضي |
لاغْتِفارٍ يَجُبُّ كُلَّ الذُّنُوبِ! |