اتبعيني
|
فالضحى رانت به الذكرى على شط بعيد
|
حالم الأغوار بالنجم الوحيد
|
وشراع يتوارى واتبعيني
|
همسة في الزرقة الوسنى وظل
|
من جناح يضمحل
|
في بقايا ناعسات من سكون
|
في بقايا من سكون
|
في سكون !
|
**
|
هذه الأغوار يغشاها خيال
|
هذه الأغوار لا يسبرها إلا ملال
|
تعكس الأمواج في شبه انطفاء
|
لونه المهجور في الشط الكئيب
|
في صباح ومساء
|
وأساطير سكارى ... في دروب
|
في دروب أطفأ الماضي مداها
|
وطواها
|
فاتبعيني .. إتبعيني
|
**
|
اتبعيني ... ها هي الشطآن يعلوها ذهول
|
ناصل الألوان كالحلم القديم
|
عادت الذكرى به ساج كأشباح نجوم
|
نسي الصبح سناها والأفول
|
في سهاد ناعس بين جفون
|
في وجوم الشاطئ الخالي كعينيك انتظار
|
وظلال تصبغ الريح وليل ونهار
|
صفحة زرقاء تجلو في برود
|
وابتسام غامض ظل الزمان
|
للفراغ المتعب البالي على الشط الوحيد
|
اتبعيني في غد يأتي سوانا عاشقان
|
في غد حتى وإن لم تتبعني
|
يعكس الموج على الشط الحزين
|
والفراغ المتعب المخنوق أشباح السنين
|
**
|
أمس جاء الموعد الخاوي وراحا
|
يطرق الباب على الماضي على اليأس عليا
|
كنت وحدي .. أرقب الساعة تقتات الصباحا
|
وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليا
|
أمس.. في الأمس الذي لا تذكرينه
|
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
|
واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا
|
وتناءت في ارتخاء وتوان
|
غمغمات مجهدات وأغاني
|
وتلاشت تتبع الضوء الضئيلا
|
أقبلي الآن ففي الأمس الذي لا تذكرينه
|
ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينته
|
واختفى في ظلمة الليل قليلا فقليلا . |