حذِرتُ وماذا يُفيد الحذرْ |
وفوقَ يميني يمينُ القَدَرْ
|
ومما يهوِّن وقَع الحِمام |
أن ليس للمرء منه مفر
|
يُوَقِّعُ ما شاء عُودُ الزمان |
ويبكي ويضحك منه الوتر
|
" فيومٌ علنا ويوم لنا |
ويوم نُساء ويوم نُسر "
|
تعشقتُ من " عمرٍ " قوَلهُ |
وكم حكمة في معاني عمر
|
أرى دهرنا مسرحاً كلُّنا |
نروح ونغدو به كالصُّور
|
اقول وقد قيل جاء البريد |
ينث اليك بهذا الخبر
|
عجِيب له كيف لم يوِهِه |
فقالوا صدقتَ لهذا عثر
|
عَرَفت الكتاب بمضمونه |
يُحَدّث : أن اليراع انكسر
|
خليليَّ ما انتما صانعان |
بدمعٍ ترقرق ثم انحدر
|
تحير بين النُّهى والهوى |
فهذا نَهاهُ وهذا أمر
|
هلُّما ننوح على دوحةٍ |
ذوى الأصل منها وجفَّ الثمر
|
ولا ترغبا في اعتذار الزمان |
متى زلَّ دهرُكُما فاعتذر
|
وهِّونَ من حُرقتي أن أرى |
دَمَ الناس عند الليالي هدر
|
حَلَفْتُ لقد كنتَ عفَّ اللسان |
وعف اليدين وعف النظر
|
جَنانُك لا تعتليه الشكوك |
ونفسُك لا يزدهيها البَطَر
|
شباب مضى كنَتَ برّاً به |
وشيخوخةٌ كنت فيها أبر
|
فلم تدر في صِغَر ما الصَّغار |
ولم تدر ما الكِبْرُ عند الكِبَر
|
ونفسُك للنفع مخلوقة |
فلو رُمت ، لم تدر كيف الضرر
|
لقد جلَّ خطبك عن أن يقاس |
بما خلَّفته خُطوب أُخر
|
فتلك يُلامُ بها جازع |
وهذا يلام به من صبر
|
بكيتُكَ للعلم مَحَّصْتَهُ |
وابرزته نافعاً مختصر
|
كتاب ابيك ومن ذا يعيد |
عليه ، وقد رحت عنه ، النظر
|
وللنفس تزهَد في عاجل |
وترغب في الآجل المدخر
|
لفقد صيامك يبكي النهار |
ويبكي لفقد القيام السحر
|
بكيتك للبيت عالي العماد |
فخاراً نُعيِت اليه فَخَر
|
تعطَّل من حَلْيهِ جيدهُ |
وعِقدُ الجواهر منه انتثر
|
رأيت من الناس ما دونه |
يُفَلُ الحديد يُفَتُ الحجر
|
نُسيتَ لأنكَ رُمت الآله |
وغيرُك رام الورى فاشتَهر
|
وعافتك دنياكَ إذ عِفتها |
وما بك لو رُمتها من قِصَر
|
وأعظمُ ما جرّ خطب الزمان |
ملائكةٌ تُبلى بالبشر
|
ثمَانينَ في الله قضيّيْتَها |
ستُظْهر من فاز ممن خسر
|
على قدر ما اختلف الواردون |
يكونَ اختلافهُمُ في الصَّدَر
|
ولو نَفَعتْ عِبرةٌ في الورى |
لكانت حياتك أمَّ العبر
|
لقد كلمتك خطوب دهت |
لو الصخرُ كابدهنَّ انفطر
|
شبابان كنا بلطفيهما |
نباهي الخميلة أُمَّ الزهر
|
فقدتَهما لم يكن بين ذا |
وذلك إلا كلمح البصر
|
أتعلم إذ شيعت نعشَه |
لمن ذا تُشيِّع هذي الزمر
|
وهل عَرَف الموت إذ غاله |
بما أيِّ عِلْقٍ نفيس ظفِر
|
ولو كنتَ تُرثى كما ينبغي |
لكنت الجدير بأم السُّور
|
ولكن على قدْر ما أستطيعُ |
أتيت أقابل طوداً بِذر
|
وما أنا إلا مُسئٌ أقر |
وما أنت الا كريمٌ عذر
|
هو الحزن نَمَّ عليه البيان |
أو الجمرُ نمَّ عليه الشرر
|
رأيت الهموم نَتاجَ الشعور |
فلا يْفَرَحنَّ امرؤٌ عن شعر
|
ودونَ القصيد الذي تقرأون |
اذا جاشت انفس وخزُ الابر
|
وما المرءُ إلا بآثاره |
وذكرك بالخير نعم الأثر
|
أبا حسنٍ يا جواد النَّدى |
اذا المَحْلُ عمَّ ، وصِنوَّ المطر
|
ويا نابغاً حينَ جَفَّ النُّبوغ |
وضلت عن الفكر أهلُ الفكر
|
يَهشُّ لك السمع قبل العِيان |
وتشتاقك البدو قبل الحضر
|
فلا تجزَعنْ ، نِعم عُقبى الفتى |
تَحَّملُ ما لم يُطِقْ فاصْطَبر |