سَلوا الجماهيرَ التي تَبصرونْ |
ماذا أتاحتْ لكُمُ الاربعونْ
|
تخبركُم حرقةُ انفاسِهم |
كيف – تقضَّت – وانتفاخُ العيون
|
سَلوهُمُ ما بالُكُمْ كلَّما |
عنَتْ لكم خاطرةٌ تنحَبون
|
أكلُ شيٍْ موجبٌ للبكا |
أكلُّ شيء باعثٌ للشجون
|
ريعتْ قلوبٌ واستضيمتْ جفون |
واحتقروا أعزَّ ما يملكون
|
راضونَ ممتَّنون عن حالةٍ |
لا يرتضيها مَن به يحتفون
|
يبكون للشعرِ ولا يعرفون |
وللخطاباتِ ولا يسمعون
|
ما رقة الأشعارِ أبكتهُمُ |
لكنهم بالقلب يستعبِرون
|
مكدودةٌ أنفسهُمْ حسرةً |
وبالبكاء المرِّ يستروَحون
|
وهكذا الدمع بريئاً يُرى |
وهكذا الحزنُ بليغاً يكون
|
أبكى وأشجى لوحةً أحكمت |
تصويرَها كفُّ الزمانِ الخؤون
|
مَغنىً على دجلة مستشرفٌ |
دامعة ترتدُّ عنه العيون
|
احتلَّت الوحشةُ أطرافَه |
ورفرفَ الحزنُ به والسكون
|
أخلاه فرطُ العزَّ من ربِّه |
والعزُّ باب مُشرَعٌ للمنون
|
أقولُ للقوم الغَيارى وقد |
أعوزَهُم كيفَ به يحتفون
|
أحسن من كلِّ اقتراحاتِكم |
مما تشيدون وما تنحِتون
|
قارورة يُحفَظ فيها دم |
يعرفه الخائنُ والمخلصون
|
يلقَى بها تشجيعةً مخلصٌ |
وعبرة مخجلة مَن يخون
|
مِيتةُ هذا الشهم قد بيَّنتْ |
للقوم أنا غيرُ ما يدَّعون
|
وأننا ناسٌ أباةٌ متى |
نُرهق فمضطرُّون لا مُرتَضون
|
وأننا بالرُغم من صبرِنا |
إن حانت الفرصةُ مستغنِمون
|
انتبهوا لا الحزنُ يُجديكُمُ |
شيئاً ولا استنزافُ هذي الشؤون
|
هاتوا بما نبني دليلاً على |
أنا على آثاره مقتفون |