كلُّ أقطارِكِ يا " فارسُ " رِيفُ |
طابَ فصلاك : ربيعٌ وخريفٌ
|
لا عرَتْ أرضُكِ من لطفٍ فقد |
ضَمِنَ الحسنَ لها جوٌ لطيف
|
يا رِياضاً زهَرَتْ في فارسٍ |
شكرَتْكنَّ عُيونٌ وأُنوف
|
مثلَّما للقلبِ من حرِّ الجوي |
رفَّةٌ للطيرِ فيكنَّ رفيف
|
ألشيءٍ غيرَ أنْ نقطِفَه |
ثمراً غضّاً دنتْ منكِ القُطوف
|
نزلتْ ضيفاً بها أرواحُنا |
فَقَرَتْها خيرَ ما تُقرى الضُّيوف
|
مِن جمال خُط معناهُ على |
فارسٍ واختصَّتِ الأرضَ حروف
|
وخيَالٍ تُطربُ النفسَ به |
هِزَّةُ الروضِ ويشجوها الحفيف
|
صَنعةٌ للفرسِ في الوشيِ ولا |
مثلَ ما وشَّى بها الروضُ المفوف
|
لذَّ مشتاها فأنسانا بما |
هزَّ منّا أنَّه لذَّ المصيف
|
ما لأكنافِ الرُّبى مبيضَّةً |
أتُراها بُدِّلت منها الشُّفوف
|
أمْ هو الشيبُ دَهاها عَجباً |
شيَّبت حتى الرُّبى هذى الصُّروف
|
إنما جلَّلها الثلجُ الذي |
غُمِرتْ منه جبالٌ وكهوف
|
فارِسٌ أينَ وأُلافُ الصِّبا |
أوَ هلْ يبقى على النأيِ أليف ؟
|
أمن الناسِ تُرجِّي صفوةً |
عنكَ يا ناشدُ فالحيُّ خَلوف
|
لا تعُدْ تسلُكُ فيها قفرةً |
فطريقُ الودِّ في الناسِ مَخوف
|
كلُّ هذا وهو يومٌ واحدٌ |
كيف لو مرَّتْ مئاتٌ وألوف
|
قد تَناوَمنْا على رغمِ الكرى |
لنراكمْ .. أفلا طيفٌ يطوف
|
سِمةٌ للشوقِ كانتْ سبباً |
لسؤالِ الناسِ : مَنْ هذا النحيف؟
|
لا تقولوا وَحدةٌ تُوحِشُه |
كيف يستوحشُ والشوقُ رديف
|
أيها الحَضْرُ وفي أبياتكم |
أوجه تُفدى بما ضم النصيف
|
لم يفتها ترف الظل ولا |
نال من أوراكها السير الوجيف
|
حبذا حبُّكُمُ من معهدٍ |
كم نما فيه أديب وظريف |