أُعِدَّ لك النَّهَجُ الواضحُ |
فسِر لا هفا طيرُك السانحُ
|
وحيّاك ربك من ناصح |
اذا عزّنا المشفقُ الناصح
|
يحدث عنك بطيب الهُبوب |
نسيمٌ له عبَقٌ نافح
|
فكل مكان ربيع يروق |
وكل تراب شذىً فائح
|
سلام الاله على طالعٍ |
يَحارُ بطلعته المادح
|
مَهِيب يرُدُّ سناه العيون |
وان أُجْهد النظرُ الطامح
|
مليكَ العراق وكم جمرةٍ |
يَضيق بأمثالها القادح
|
ينوح المغرد شجواً فلا |
يَغُرَّنْكَ إن غرّد النائح
|
أبُثُّك أن الفؤاد الرقيقَ |
يُمِضُّ به الحادث الفادح
|
الا لا يُقَلْ ، وحُبِيتَ الحياةَ ، |
وريدُك أنت له ذابح
|
وإنك مستبدِل باليسَار |
يميناً لها الشرف الراحج
|
وانك خودعتَ عن نية |
فؤادُ الحسود بها طافح
|
فقد سار بين حُداة الركاب |
حديثٌ يرِق له الكاشح
|
تنُمَّ الشَمال به للجَنوب |
ويُنبي به الغاديَ الرائح
|
وحاشاك ، حاشاك كيف استُخِفَّ ، |
لما بلَّغوا ، حِلْمُك الراجح
|
بودي لو مجمَلاتُ الحديث |
تباح لينشُرَها شارح
|
لتعلمَ كيف خبايا الصُّدور |
ومن هو في غيبهِ جارح
|
لئن سرهم أننا عزَّلٌ |
فقد أخطأ المقتلَ الرامح
|
وفيمن تصول لرد الصَّيال |
يمينٌ لها عَضُدٌ طائح
|
تذكَّرْ لعل ادكارَ العُهود |
يُراح به نَفَسٌ رازح
|
غداةَ استضّمك في " كربلاء " |
وإياهم المجلسُ الفاسح
|
هُمُ ألْقحوا الأمر حتى إذا |
تَمخَّض لم يَجْنِه اللاقح
|
فيا جَبرَ اللهُ ذاك الكسير |
ويا خَسِرَ الصفقةَ الرابح
|
ووالله لا الوِرْدُ عذبُ النمير |
ولا العيشُ من بعدِهِمْ صالح
|
وأقسمُ لولا أمانٍ يُراض |
بتعليلهن الحشا الجامح
|
لبِتنا وكلٌّ له شاغل |
وكلٌّ على قربه نازح
|
ولولا قدومُك كان " الغري " |
لفقدهم وجهُهُ كالح
|
وإنا لنأمُلُ نصرَ اللُّيوث |
وأن يُلْقَمَ الحجرَ النابح
|
ودام مَقامك للوافدين |
كالركن ما مِسِحِ الماسح |