- فصل ثالث -
|
".. يكفينا من الجملِ الرنّانةِ
|
فعند الانطلاقةِ ستصبحُ الساحاتُ
|
لوحاتِنا، والحدائقُ ريشتَنا…"
|
- مايكوفسكي -
|
"سأرعى جسدَكِ، مثلما
|
يرعى الجُندِيُّ الذي فَقَدَ
|
- في الحربِ - ساقَهُ الوحيدة.."
|
- مايكوفسكي - أيضاً
|
(1)
|
أصداءُ المدافعِ تحاصرُ نُعَاسي المرتبكَ
|
وكذلك ذكرياتكِ
|
أُخْرِجُ رأسَ أحلامي من النافذةِ فتحاصرهُ سماءٌ مليئةٌ بالثقُوبِ
|
ماذا أفعلُ؟
|
وأنا مجنونٌ برغبةِ التسكّعِ - هذا المساء البليد -
|
على رصيفِ اشتياقي لكِ
|
حتى آخرِ نهاياتِ العالمِ
|
*
|
(2)
|
أتصلتُ بكِ
|
كانت الخطوطُ متشابكةً إلى حدِّ كدتُ أضيّع صوتكِ البعيد
|
في زَحْمَةِ الاطلاقاتِ والبياناتِ والزعيقِ والأصدقاءِ
|
ماذا أفعلُ..؟
|
أيّتُها الرائعةُ
|
وأنا أحتاجُ شفتيكِ، هذه الليلة، بشكلٍ غريبٍ
|
أقفلتُ السمّاعةَ..
|
ونمتُ مبكّراً
|
احتجاجاً على غيابكِ
|
*
|
(3)
|
من حدود الشلامجة
|
حتى حدود آخر القذائف
|
من ضفاف شطِّ العرب....
|
حتى أطراف شَعركِ المجنون الطويل
|
بهاتين الكفّينِ الناحلتينِ، اللتينِ تنامان الآن تحت رأسي المتعبِ
|
جستُ غاباتِ شَعركِ، خُصْلَةً.. خُصْلَةً
|
ومساماتِ بلدي، شارعاً، شارعاً
|
وسواترَ الحربِ، جُثَّةً، جُثَّةً
|
وقلّبتُ كتبَ العالمِ، قصيدةً، قصيدةً
|
فلمْ أجدْ ما أقولهُ
|
لكِ…
|
يا واسعةَ العينين
|
سوى
|
أنْ لا أقولَ شيئاً
|
* * * |