صحبٌ كالكراسي..
|
وطاولةٌ من نُعاسٍ رخيص
|
نتكاثفُ..،
|
أو نتقطّرُ، فوقَ الزجاجِ اللصيقِ
|
لساقيْ فتاةٍ تضجَّان
|
قربَ العمارةِ - حيثُ المداخلُ واحدةٌ،
|
تتشابهُ كالغرباءِ -
|
رأيتكَ تسألُ بوَّابَها عن سماءِ المدينةِ
|
زرقتِها،
|
والنجومِ الخفيضةِ..
|
يلتفتُ الطفلُ منذهلاً
|
ويشيرُ:
|
سماءٌ من الكونكريتِ……
|
على الشرفةِ الجانبيةِ،
|
حيثُ انكسارُ الغروبِ على حبلِ أحلامنا والغسيلِ..
|
فتاةٌ تَرُشُّ دمانا على الأصصِ النائمةْ
|
فيثّاءبُ العطرُ بين انحسارِ القميصِ..،
|
وجوعي
|
إذاً، أنتَ لا تُشْبِهُ الآخرين
|
قميصٌ يتيمٌ..
|
وقلبٌ يتيمٌ..
|
وذاكرةٌ شاردةْ
|
كلّهم غادروا الشقّةَ الباردةْ:
|
"عليُّ" المهذّبُ في زيّهِ الجامعيِّ (المَعَرِّي الذي
|
يرتدي في الصباحِ رباطاً
|
وفي الليلِ مشنقةً)
|
و"مهدي" المعذّبُ في جرحِهِ العربي…
|
وأبقى، وأنتِ…
|
وحيدين فوق رصيفِ المساءاتِ
|
ننتظر الباصَ، والراتبَ المتقطّعَ والـ……
|
(شققٌ أو أشعارْ
|
للبيعِ، وللإيجارْ
|
فلماذا أنتَ بلا مأوى…!؟)
|
……………………
|
……………………
|
كلّهم غادروني..
|
الصنابيرُ ثلج
|
وعلى الطاولة
|
قطةٌ تَتَلَصَّصُ - لا شيءَ غيرُ الجرائدِ -
|
تقفزُ مستاءةً نحوَ شقّةِ جارتِنا
|
وانطفى في الزوايا الحوارْ..
|
وظلّتْ ملابسُ صحبي مُعلّقةً في المساميرِ
|
كالذكرياتْ
|
* * *
|
_______________________________________________
|
* علي ومهدي: الشاعر العراقي علي الشلاه، والشاعر المصري مهدي مصطفى. وقد جمعهما سكن مشترك مع الشاعر الصائغ في غرقة صغيرة في حي الطالبية ببغداد قبل نهاية الثمانينات.
|
*********** |