قطع الجهول زمانه بتغزل |
إنّ الجهول عن الجمال بمعزل |
أنا لا أميل إلى كلام العذل |
سهري لتنقيح العلوم ألذّ لي |
من وصل غانية وطيب عناق |
إن كنت جئت لدى العدى بنقيصة |
فهي الكمال وذاك عن خصيصة |
رفقا بقلبي الذي فيكم قضى ولها |
طلبي لغالية يبذل رخيصة |
أرخصتمو في هواكم مدمعي سفها |
وهو العزيز الذي عهدي به غالي |
وتمايلي طربا بالحل عويصة |
في الذهن أبلغ من مدامة ساقي |
من ذا الذي في معاني الفضل يعدلكم |
سم الجهالة زال من ترياقها |
وهو العلوم بمقتضى إشراقها |
وكل شيء من الأشياء فهو لكم |
حرّرتها في الطرس باستحقاقها |
ليس سمواتكم والأرض تشملكم |
يا ساكنين فؤادي وهو منزلكم |
لا عشت يوما أراه منكمو خالي |
وصرير أقلامي على أوراقها |
أشهى من الدوكاة والعشاق |
فانهض لتحصيل العلوم ووفها |
عنكم بدا الكون يزهو في لوائحه |
والروض ينفح من ذاكي روائحه |
حقا بأشرف حالة وأعفها |
وحرمة العهد منكم في سوانحه |
أني كففت عن السوى بأكفها |
أنتم بقلبي أدنى من جوانحه |
حقا على رغم حسادي وعذالي |
وألذ من نقر الفتاة لدفها |
نقري لألقي الرمل عن أوراقي |
تعلو على أوج المعالي همتي |
محبكم صادق في طيب مشربه |
وأفق طلعتكم يزهو بكوكبه |
في نيل مقصودي وقرب أحبتي |
وأنا الذي عزمي كسيف مصلت |
وسرّ ثبيتت قلبي في تقلبه |
يا من يبالغ بالأماني رتبتي |
كم بين منسفل وآخر راقي |
ما يلتقى مثلكم مثلي يهيم به |
وكم يهيم بكم في الحيّ أمثالي |
أصبحت موصوف العلى منعوتة |
بكاسنا كلما ذقنا رحيقكمو |
ملنا سكارى فشاهدنا بريقكمو |
لا أختشي من جانب تفويته |
يا قاصرا فينا يحاول صيته |
أحبابنا ليت انقذتكم غريقكمو |
أوضحتمو لمحبيكم طريقكمو |
حاشاكمو تهجروني بعد إيصالي |
أأبيت سهران الدجى وتبيته |
نوما وتبغى بعد ذاك لحاقي |
إلى اللقا بعثتني كل باعثه |
لجملتي بحجاب العز وارثة |
وليلة الفوز منكم في محادثة |
وحدت حبكمو عن كل حادثة |
وصنته عن دواعي القيل والقال |
روض الجمال بأزهار الجلال هنى |
في كل وجه لكم بين الورى حسن |