فريد حسن وجهها البدر طالع |
أشاهد معنى لطفها وأطالع |
تجلت وكل الحادثات مغارب |
فجلت وكل الحادثات مطالع |
ولاحت لعيني وهي نور فأعدمت |
ظلام سواها واستنارت مرابع |
وكانت ولا شيء كما هي لم تزل |
كذلك والأشياء منها وقائع |
نفتني بأنوار التجلي وأثبتت |
فكلي لها منها إليها ودائع |
وعندي لها أنواع عشق تفصلت |
على قدر ما تبديه منها البراقع |
تثنت فقالوا لاح ثان وثالث |
على الزور والبهتان منهم ورابع |
ولو وحدوها طبق ما زعموا لما |
رأوا غيرها في كل ما هو واقع |
فهل من فتى يا غافلون أدله |
عليها فيحظى بالذي هو طامع |
وتنفتح الأبواب بعد انغلاقها |
ويدخل بيت العز من هو قارع |
نعم هو هذا لو ثبتم على التقى |
كما أنا أدري واستقلت مطالع |
وسلمتم الأحوال لله كلها |
وفيه استقمتم ما ثناكم منازع |
تريدون لكن بالأماني وصالها |
فيدفعكم وهم السوى ويمانع |
ولا صدق إلا في مراد نفوسكم |
لكم وأعاقتكم دعاوى قواطع |
وأين اقتحام الحرب من ذاكر لها |
ولا يشبه الشبعان من هو جائع |
ومن يخطب الحسناء يسخ بمهرها |
وطالب شهد لم تخفه اللوامع |
رويدك مهلا إن للحق عصبة |
وما منهموا إلا وبالحق صادع |
أقاموا على محض اليقين بناءهم |
وجامدهم من هيبة الأمر مائع |
وداموا على صدق الإرادة والرجا |
وهم كل قرم للخطوب يقارع |
وقد عمروا أوقاتهم بحضوره |
وعندهم الدنيا ديار بلاقع |
وأعلى العلى من دون دون نعالهم |
يعز بهم متبوعهم والمتابع |
هي الشمس أبدت ما سواها أشعة |
إذا غربت نحن النجوم الطوالع |
أشارت بجفن العين فافتتن الورى |
ولا قلب إلا وهو حيران والع |
وأبصرها طرفي وذلك طرفها |
فكان لها منها بصير وسامع |
وأحببتها بل تلك كانت هي التي |
قديما أحبتني فزال التقاطع |
وقد ملأت عيني بأنوار قدسها |
ومنها لغزلان الجمال مراتع |
وما الكل إلا صورة مستحيلة |
كماء له موج وفيه فواقع |
وما الماء إلا الروح والموج انفس |
فواقعها الأجسام وهي الجوامع |
وتلك تقادير بها الأمر ظاهر |
ومن خلف هذا كله الذات واسع |
صدقتك جاء الحق والباطل انتفى |
وزالت تماثيل الخيال الخوادع |
ومخطوبة الأرواح ألقت لثامها |
عن الوجه منها وهو بالنور ساطع |
فأفنت جميع الكائنات وهيمت |
رجالا وهت منهم عليها الأضالع |
وكم فتنت في عشقها من متيم |
إذا ذكرت منه تفيض المدامع |
صلت بالمصلى مهجتي بفراقها |
ونلت منى إذ لي منى هو جامع |
وجادت على كل الذوات بذاتها |
فلا ذات إلا ذاتها يا مدافع |
وكل صفات الكون فهي صفاتها |
وتنزيهها في الكون بالكون شائع |
ولا قائم إلا بها في وجوده |
ولا صانع إلا بها هو صانع |
ألفت قديما حبها وهو حب ما |
أحب فكانت ما أنا فيه والع |
وقرت بها عيني غداة عرفتها |
فمن عينها تجري لعيني منابع |
وبانت وما بانت فلا شيء غيرها |
سوى أننا عنها بروق لوامع |
إذا أسفرت عن وجهها برقع السوى |
هدت كل ضال في الورى هو ضائع |
وإن سترت بالغير وجه جمالها |
أضلت عقولا تعتلي فتقارع |
ولولا دفاع الناس بعضا ببعضهم |
لهدت كما قال الإله صوامع |
ونحن أولاء المؤمنين بحسنها |
عداوتنا سم حذارك ناقع |
ومن رامنا بالسوء فالله دائما |
كما جاء في القرآن عنا يدافع |
ألمت بنا والكون كالليل مظلم |
فلم تشعر الواشون إذ هم هواجع |
وزارت على رغم الأعادي فأنكروا |
زيارتها قالوا خيال يرافع |
وما ذاك إلا أنني كنت فارسا |
ببيدائها والغير في السير ظالع |
محجبة إلا على كل محرم |
لها قربته فهو للوتر شافع |
ومقبلة لكن على كل تارك |
سواها بها عنها إليها يسارع |
أعارت معاني الكون ثوب صفاتها |
وكل معار للمعيرة راجع |
وأودعت الأشياء سر وجودها |
ولا بد يوما أن ترد الودائع |
ظهرنا بها لا بل بنا ظهرت وقد |
تساوت دوان ههنا وشواسع |
ولا دين إلا حبها عند أهلها |
فكم نحوها من ساجد وهو راكع |
إليها صلاة القوم أين توجهوا |
وقبلتهم وجه لها يتلامع |
وبالماء ماء الروح من أمرها لهم |
وضوء وغسل دائم متتابع |
وإن خالطوا الأغيار كانت جنابة |
لهم رفعها فرض على القوم قاطع |
وإن لم يكن ماء هناك تيمموا |
صعيدا له طيب من الجسم ضائع |
هو الحق لا قوا من سواه نجاسة |
فمنها قد استنجوا وزالت فظائع |
وعن غيره لم ينطقوا فتمضمضوا |
وشموه باستنشاقهم فهو ذائع |
وعن ما سواه كان غسل وجوههم |
لكي يقبوا عنهم له ويسارعوا |
وغسل يديهم من جميع أمورهم |
بتفويضهم فيه تنال المطامع |
وتثليث هذا الغسل شكل مثلث |
به ظهرت ممن براه صنائع |
وقد مسحوا فيه رؤوس رياسة |
فما الذل إلا وصفهم والتواضع |
وقد غسلوا أقدامهم في قيامهم |
بخدمته عن كل ما هو مانع |
وقد كبروه عن مدى وصفهم له |
برفع يديهم ظاهرا وهو رافع |
وأثنوا عليه بالذي هو أهله |
ومنه استعاذوا فهو ضار ونافع |
وهم باسمه قاموا ليتلوا كلامه |
فما منهمو إلا به هو خاشع |
وإن ركعوا مالوا إليه بكلهم |
وصاروا لديه والقلوب خواضع |
وإن سجدوا يفنوا ويبقوا به له |
إذا سجدوا الأخرى وتبدو بدائع وفيهم سكون من قعود تشهد له وانقضى تحريكهم والتنازع |
وقد سلموا طوعا إليه وأسلموا |
ومنهم له التسليم للسوء دافع |
ولا مال عند القوم إلا نفوسهم |
تجارتهم فيها غلت والبضائع |
وقد أنفقوها حين آتوا زكاتهم |
على الحق لم يقطع بهم عنه قاطع |
وأدوا إليه فطرة فطروا بها |
وما غيروها والقلوب طوائع |
وصاموا عن الأغيار فيه وأفطروا |
على وجهه مذ غاب للكون طالع |
وفي الحج كانوا بيت عزته فهم |
بنشأتهم طافوا فست وسابع |
وقد رملوا في ذا الطواف تدللا |
عليه وفخر عندهم فيه بارع |
ولما بدا من قلبهم حجر الهدى |
له استملوا إذ منه بانت أصابع |
وفي عرفات الوصل حازوا تقربا |
بوقفتهم فيها فزالت موانع |
ونالوا مناهم في منى وبها رموا |
جمار هموم كلهن مصارع |
وقد ودعوا البيت العتيق وأقبلوا |
على أصلهم في العلم وهو مواضع |
وفي عيد نحر الهجر فازوا بذبحهم |
ضحايا طباع هن فيهم لواسع |
وأخذ لقيط القلب في مسجد الحجى |
مهم له تسعى الكرام المصاقع |
ومن يلتقط سرا بتعريفه له |
يرد على الروح الإلهي ضائع |
وغيبة مفقود عن الكون حكمها |
كموت له في كل أمر يضارع |
وحب معاني الحق إخراج عشرها |
خراج لأرباب الجهالة قاطع وجزية كفار النفوس تكون عن يد وصغار حيث قرر واضع |
ومن نال صيد الغيب كلب هواه أو |
أعيقت ببازي القلب طير سواجع |
فقد فاز بالقصد الذي هو راكب |
إليه على خيل وهن الطبائع |
وواهب ذات الخال ظلمة كونه |
تعوضه نورا به هو لامع |
وقد آجر الأقوام إمكانهم له |
فأجرتهم إنعامه المتسارع |
وباعوا نفوسا في هواه نفيسة |
له فاشتراها حين أوجب بائع |
فقال لهم فاستبشروا إذ ببيعكم |
توليتكم فالكل عندي مطاوع |
وإن جهاد القلب للنفس واجب |
عليهم لفتح الروح فهو المصارع |
وقد دخلوا بالملك في قلعة الأنا |
فليس لهم عما يرومون دافع |
وقادوا أسارى كل خلق مذمم |
وفاز شجاع بالغنائم دارع |
وقد شاركوه في الوجود فثامن |
لفسخ اشتراك كان منهم وتاسع |
وقد كفل الرحمن أرزاقهم لهم |
وطالب بالأعمال وهي منافع |
فإن الدعاوى ألزمتهم كفالة |
بأعمالهم والكل منه نوابع |
وتوكيلهم للحق أنتج قربهم |
إليه وهذا للكمال ذرائع |
أحال بهم يوما عليهم فأفلسوا |
وقد أصبحوا بعض لبعض يتابع |
ولما إليه بالحوالة ردهم |
لهم بالفنا كانت لديه مواقع |
ونحن له وقف لأجل صفاته |
وقد عمرت منا لهن المزارع |
وقاض قضى بالحق والروح شاهد |
فكان لحق النفس منها مقامع |
ودعوى الغنى تعطي الخصومة في الهوى |
وقد جمعت للعاشقين مجامع |
وجاءت بأنواع الشهادات أمة |
على الحق زكتها صفات بوارع |
وهذا نكاح الأمر عقد محقق |
ومن كل شيء خلق زوجين بادع |
شهدنا على إيجابنا وقبولنا |
وكانت لنا بالحضرتين وقائع |
وزفت عروس القرب ليلة قدرنا |
وفي ذكر الذكر استلذ المجامع |
وإنزاله القرآن قد حملت به |
فروج قلوب بالعلوم تدافع |
وبت طلاق الصبر زوج فتى الهوى |
ثلاثا على سلمى فكيف يراجع |
ولو دفعت كل الذي هو ملكها |
على طلقة ما كان قلبي يخالع |
وبرت يمين واليمين ثلاثة |
غموس بحكم الغير للغير رائع |
ولغو على أهل المجاهدة احتوى |
ولا إثم فيه لكن القلب جازع |
ومنعقد وهو الذي بين قومنا |
تلذ به عند اللقاء المسامع |
كلام على حكم العيان مفصل |
به الغيث من سحب الحقائق هامع |
وتكفيره في حنثه ستر كل ما |
بدا فثمار الحظ منه أيانع |
ومن يأخذ الدنيا بشفعة داره |
من الحق لما باعها فهو باخع |
ومن رد عبدا آبقا كان أجره |
عظيما على مولاه فهو الموادع |
وإحيا موات النفس بالذكر واجب |
ليسعد فيها بالحراثة زارع |
وقتلك معنى الروح بالروح يقتضي |
قصاصا بسيف الحق إذ هو شارع |
وإن أخذت من وصفها دية له |
فذلك حكم للقصاص يضارع |
وهيأت الأقوام أرض نفوسهم |
فكان المساقي شيخهم والمزارع |
وإقرارهم بالحق حجتهم على |
سواه وكل لابس الأمر خالع |
وإعطاء رأس المال وهو وجودهم |
إليه اقتضى ربحا وضل المخادع |
مضاربة منه قديما مع الذي |
له كل ما في الكائنات توابع |
وإن غصبوا أوصافهم من ذواتها |
أغارت عليهم منه خيل طلائع |
وفي الصلح عن دعوى المغايرة اختفوا |
فهم منه في الدنيا غيوث هوامع |
وقد رهنوه بالديون قلوبهم |
وماض وحال لا يفي ومضارع |
حدود الهوى قامت عليهم بربهم |
فلم يعتدوها والحدود روادع |
ومن يدعي ملكا فذلك سارق |
يمد يدا فالحق لليد قاطع |
وعينيك فاسمع لا تمدن قال في |
إمام فكيف المقتدي وهو تابع |
وخمر السوى منه إذا شرب امرؤ |
عليه بأنواع الخطوب مقارع |
وزانية لم تحصن الفرج عن سوى |
لها الرجم بالحرمان حد يمانع |
وقذف أولي التشبيه يوجب حدهم |
سياط بعاد عن حماه قوارع |
وقد كان بالتقوى وصيته لنا |
غداة بدت سبل ولاحت مشارع |
به منه تقوانا فلا ندعي لنا |
وجودا ونرضى حكمه ونطاوع |
وميراثه منا بميراثنا له |
فرائض كانت مه فينا بواضع |
فثمن وثلث إرث أم كتابنا |
على حكمها في قسمتي لا أنازع |
ولا يرث المحجوب منهم بحاجب |
على العين حكم قررته الشرائع |
وبالعول إن زادت سهام أولي الحجى |
خيالا تراءته العيون الهواجع |
أعد نظرا ما زاد شيء على الذي |
علمت ولكن لجة وزعازع |
وقام وصي الحق يحفظ بالهدى اليتيم |
الإلهي والجميع مراضع |
وفقه الهوى فرض على القوم درسه |
وكم ناله شيخ وكهل ويافع |
ومن كان مقداما يلج كل لجة |
غليه وإن ضجت عليه الضفادع |
وأهل طريق الله قد ألفوا السرى |
وطال بطاح دونهم وأجارع |
وغابوا عن الأكوان في الغيب حيث لم |
يكن ههنا إلا الشخوص الخوادع |
ومدت لهم منه يدا قدسي |
تبايعهم فيما رأوا فتبايعوا |
هم القوم لا يشقى الجليس بهم إذا |
لهم كان في سر وجهر يطاوع |
وقد زهدوا في الزهد عما سواه إذ |
رأوا الزهد معنى للعقول يخادع |
وعن توبة تابوا وهذا مقامهم |
لهم هو من فوق المقامات رافع |
وتقواهم التقوى على كل حالة |
لديهم عن التقوى وتلك بدائع |
وما ورع إلا عن الورع اقتفوا |
وما منهمو إلا عن القنع قانع |
وفاتوا مقامات السلوك لأنها |
على أوجه الأسرار منهم مقانع |
وقاموا بوصف الذات في غيب غيبه |
له فيه ختم مثل ما كان طابع |
وتمت معانيهم على كلماته |
وماء الهدى من عينهم هو نابع |
وزال الذي كانوا يظنون أنه |
سواهم له عز عن الكل شاسع |
وقد كان وهما ذاك عند عقولهم |
كمثل رقوم أظهرتها المدارع |
وقد برزوا للواحد الأحد الذي |
بهم هو فيه عالم ثم صانع |
وكانوا كما كانوا على الحالة التي |
بها أزلا كانوا كلم يك واضع |
كما أنه باق بما هو فيه من |
قديم وهذا الأمر للوهم قامع |
بدايتهم كانت نهايتهم به |
ومهيعهم آلت إليه المهايع |
وفي العلم كل هكذا مترتب |
حضور له ما قد مضى والمضارع |
فمن يعلم العلم القديم يرى الذي |
أقول وترمى عن حمير براذع |
وتخفى علوم للعقول حوادث |
عناكبها تبني البيوت خوادع |
ولم يك ذا إلا بتعليمه ولا |
يعلم إلا من لديه يوادع |
وما كان فيه فهو يبدو له به |
وما لم يكن فيه فما هو واقع |
هيولى شهدنا أنها نور نوره |
لها صور شتى به تتدافع |
وألوانها ذات الفنون فأزرق |
سماوي لون ثم أبيض ناصع |
وأسود غربيب وأخضر ناضر |
وأحمر قان ثم أصفر فاقع |
ظواهر منه فيه عنه له به |
بواطن أفناها من الذات لامع |
وبالحق إلا واحد فهو عالم |
وعلم ومعلوم ثلاث قوارع |
ومن ههنا ألهى التكاثر أمة |
محققها من كوثر هو جارع |
وذلك نهر الجنة العذب ماؤه |
وفي الحوض أنبوبان منه شوارع |
هو الحوض منه كل من نال شربه |
فلا ظمأ يلقى ولا هو جازع |
ويطرد عنه كل من تبع الهوى |
وتمزيقه دينا بدنياه راقع |
أباريقه قوم به امتلأوا وهم |
نجوم بآفاق العلوم سواطع |
يضيء بهم ليل السراة إلى الحمى |
ومنهم رجوم للطغاة قوامع |
حنانيك عش إن فزت منهم بواحد |
سعيدا قرير العين غصنك يانع |
وكن عبده لا عبد حظ وشهوة |
فما أنت ناويه على القلب طابع |
وهذا مقام حف بالبؤس والأسى |
وما ناله إلا الشجاع المقارع |
ودم طالبا منه التحقق فيه لا |
سواه تجده عنك فيك يسارع |
وإن زدت صدقا في محبته له |
به زدت قربا واهتدى منك ضائع |
وزالت معاني الغير في العين وانطوت |
مسافة نفس بالمحال تخادع |
وكنت كما قد كنت من قبل لم تكن |
وكان كما قد كان وهو الموادع |
عليم بذات منه تجلى عليه في |
معاني صفات كلهن بوادع |
وفيه زمان والمكان تداخلا |
وكيف وكم وهو للكل جامع له الكل وهو الكل وهو منزه عن الكل فاعرف واعتبر يا منازع |
من العدم امتدت إلى العدم انتهت |
خيالات عقل واحد يتلامع |
وما هو إلا النور نور محمد |
تبدى من النور الذي هو طالع |
فنور على نور كذا قال ربنا |
وذلك مشفوع لديه وشافع |
وأعلاهما النور الإلهي شأنه التكبر |
والأدنى هو المتواضع |
وذلك لا يفنى وذا كل لمحة |
بأيدي الفنا ثم البقا يتتابع |
تجليه يبقيه به واستتاره |
فناء له في الفكر والحس قالع |
هو العقل عقل الكل مفرد جوهر |
يلوح ويخفى عن ضيا وهو شارع |
هو الروح روح الكل والقلم الذي |
به الكل مكتوب له اللوح واضع |
وعرش وكرسي تجسم فيهما |
له صورة تحويهما وأضالع |
وفي كل شيء سر أمر ملبس |
بخلق جديد للخفاء مسارع |
كبرق عن الذات النزيهة لامع |
فيا لك برق من حمى الحب لامع |
سرت نسمات الروح من روضة الحمى |
فعطرني طيب من الحب ضائع |
وعطرت الأنفاس مني بنفحها |
جميع الورى حتى استطيبت مصانع |
وقامت دعاة الحق بالحق عن يدي |
تعاهد أرباب التقى وتبايع |
فحيهلا يا قوم نحو حقيقتي |
فإن طيوري بالجمال سواجع |
وحوضي ملآن ومائي مروق |
وروضي بأنواع المحاسن يانع |
وباعي طويل والزمان مساعد |
لنا وعيون الدهر عنا هواجع |
وكاسات أفراحي براحي وراحتي |
دهاق وأيامي المواضي رواجع |
علي سلامي في الورى يوم مولدي |
وموتي وبعثي ما همى الدهر هامع |