أنا البرق اللموع وأنت أيضا |
ولكن أنت لم تشهد وميضا |
إلى كم أنت في كمه فإني |
أرى العليا وأنت ترى الحضيضا |
وهذا الفرق بينك قل وبيني |
لحالك لم يزل حالي نقيضا |
فتنكرني لجهلك بي قياسا |
عليك فلا تزال لي البغيضا |
رويدك أيها المحجوب عما |
يفيض لديك من مولاك فيضا |
ينابيع المعارف فيك غارت |
ولم تهتم وماء الرشد غيضا |
تأمل باطنا لك في انقلاب |
مع الأنفاس تدرك ما أفيضا |
وكن بالأمر لا بالخلق تعرف |
لك الأمر الطويل لك العريضا |
وحقق ظاهرا لك في جمود |
تجده سائلا بك فيك أيضا |
تطبب جسمك الفاني ليبقى |
وتترك قلبك الباقي مريضا |
لك الأكوان بالأغيار سود |
ولو حققتهن لكن بيضا |
فلو أعرضت عن دنياك صدقا |
ومنك القلب بالإخلاص ريضا |
وجدت الأمر أمر الله أدنى |
إليك وكنت سمنا لا مخيضا |