نزل الحديد فكان سيفا قاضبا |
قسم العداة مشارقا ومغاربا |
بأس شديد فيه بل ومنافع |
للناس فليمض المعاند هاربا |
وبه الأمين علي كان نزوله |
فأسر قلبا بالأمان وقالبا |
في ليلة هي ليلة القدر التي |
فيها رسول الله نال مواهبا |
فأخذته بيدي اليمين حقيقة |
فوجدته أمضي السيوف مضاربا |
مقدار أربعة الأصابع قدره |
في طول باع بالرزانة سالبا |
فلذا تراني لا أحارب دائما |
هذا الورى إلا وكنت الغالبا |
أما المحب فهي قلبي والحشا |
بل كل كلي لست فيه كاذبا |
رعدت بها مني الضلوع وقد همي |
مطر علينا قبل كان سحائبا |
وملئت من أنس الوجود ووحشة العدم |
انقضت ولقد قضيت مآربا |
ولقد أماطت لي بثينة برقعا |
عن طلعة شمسية وجلاببا |
ومشت بأنواع الغلائل تنجلي |
ودنت تقلب أعينا وحواجبا |
وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها |
فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا |
هذا الوجود جميعه كلي بلا |
شك عداة قد حوى وحبائنا |
والخلق نارا لا يزال وجنة والأمر أنوارا غدا وغياهبا |
... |
والكل كلي ما معي غيري فلا |
تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا |
وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف |
فيصير شيء منهما لك حاجبا |
وافعل ولا تفعل جميع أوامري |
واترك ولا تترك لنهيي تائبا |
واقعد وقم وتقاو واعجز إن ترم |
وصلي وكن بي طالعا أو غاربا |
فأنا حقيقتك المكلفة التي |
بألست قلت لها وكنت مخاطبا |