سل عن الدار وعن سكّانها |
واغنم الفرصة في إبَّانها |
وازجر الهوجاء عن تخويدها |
حيث آنست سنا نيرانها |
واخلع النعلين إكراماً وسر |
خاضعاً والثم كبا كثبانها |
وبها استفت العلا عن فتية |
فنيت أحيانهم في حانها |
دبت الراح بأرواحهم |
كدبيب النوم في أجفانها |
معشر صم عن العذل متى |
صمموا العزم على إدمانها |
صرفها يصرف عنهم كل ما |
غان في أنفسهم من رانها |
وهناك استأن حتى يأذنوا |
لك أن تُحْسَب من ضيفانها |
وهنيئاً لك مهما أكرموك |
بإيوائك في إيوانها |
منتدى في روضة يذكو الفضا |
بشذا المهتز من قيعانها |
وعليها عاكفات الطير تتلو |
فنون السجع في أفنانها |
منتدى فيه البهاليل الأُلَى |
رفع أعلام العلا من شأنها |
شهب تغبطها السبعة من |
بدرها الأدنى إلى كيوانها |
وبه البيض الدمى حانية |
أضلع الوجد على عيدانها |
يسطع العنبر من أردافها |
ويفوح المسك من أردانها |
تتثنّى بين بانات الربى |
فتثير الحقد في أغصانها |
حين يشدو بالأغاني هزجاً |
يرقص الكون على أوزانها |
ولذا يخفى المثاني خوفها |
من ظهور النقص في ألحانها |
ليس بدعا ما ترى عيناك من |
مرح الأمة في ميدانها |
إنه يوم به ألبس خير |
الملوك الخير من تيجانها |
واستوى فيه على العرش الذي |
جلّ عن غر بني ساسانها |
ما لمحبوب بن أفضل في معاليه |
ند من بني إنسانها |
صلت الأملاك إذ جلى ولا |
عتب فيما ليس من إمكانها |
مد بسط الأمن فالشآء به |
لا تهاب الناب من سرحانها |
قائد الفرسان مهما اشتدت |
الحرب واشتبت لظى نيرانها |
بنظام ينثر الهام إذا |
هاجت الهيجاء من أبدانها |
وله معجزة الجود التي |
هذه الآثار من برهانها |
همة تنطح أسمى فلك |
نافذ الأقدار من أعوانها |
تلك ذات قدست لم يلف في |
حسنها النقص ولا إحسانها |
من بنى اسكندر المستأصلي |
شافة الناكل عن إيمانها |
والألى لم يبن برج للندى |
والجدا اسمك من بنيانها |
عنت الأعداء من هيبتهم |
ولهم خرّت على أذقانها |
خطبوا بالبيض أبكار العلا |
واستعانوا السمر في أحصانها |
أيها الملك بل الفلك الذي |
أنقذ الأمة من طوفانها |
ببلوغ الأربعين استحكمت |
قبة الملك على أركانها |
ها إليك ابنة فكر أهديت |
تسحب الذيل على سحبانها |
قدمتها العرب من عدنانها |
الغر والشم بني قحطانها |
فئة مفخرها إخلاصها |
لك في السر وفي إعلانها |
استعاضت بك عن أقيالها |
وبأرجائك عن أوطانها |
ولك اليوم على شبّانها |
ما لآبائك من شيبانها |
إن تسم خلّة مجد باذخ |
جعلوا الأرواح من أثمانها |
وهم سيفك في هام البغاة |
إذا شقت عصا عصيانها |
فادع لليوم العصيب الجند |
تعرف بغاث الطير من عقبانها |
لم تزل رافعة الأيدي إلى |
ذي العلا باري الورى ديّانها |
أن يديم النصر والإقبال والعز |
والإجلال في خاقانها |
قدم الاقدام من محبوبها |
دائم الفوز ومن عثمانها |
ومن المطرب تاريخ بأحرف |
بيت الختم في حسبانها |
لديار الدكن السعد بدا |
سائراً في أربعي سلطانها |