عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى |
وتذريَ دمعاً كاليواقيت أحمرا |
وان ليس يسلوها الفؤاد ولو مدى |
فواق ويبقى والهاً متحيرا |
وان لا تصيخ الأذن سمعاً لعاذل |
يزخرف تزويراً من القول منكرا |
وان ليس إلا في نعوت جمالها |
ينوس لساني بالبديع محبرا |
وان ليس تجري في ضميري مطامع |
من الوصل تأباها الفتوة مصدرا |
نعم غرضي والشاهد الله وقفة |
أنازعها فيها الحديث وأنظرا |
ويا حبّذا إن روقت كأس قرقف |
يعود به غرس الأماني مثمرا |
ومن لي بآمالي ودوني من النوى |
ومن نكبات الدهر قاصمة العرى |
لحا الله سوء الحظ من صاحب أما |
لها لحظة عنى بمن جار واجترى |
كأن خلال المجد مهما تجمّعت |
لدى المرء مغناطيس كل حبو كرى |
إذا رمت أمراً منصبي فوق نيله |
أبى الدهر إلا أن يرى غير ما أرى |
ويا طالما كانت صهَا المجد مفرشي |
لنيل العلا والمجد يعدو إلى الورى |
ولو غض عني الطرف في حب فاطم |
لأبرأته عن كل حق تأخرا |
إذا فزت من ذاك المحيا بنظرة |
علمت يقيناً أن برق الرضى شرى |
محجبة يصبو بها كل ماجد |
إذا ما زناد الحب في قلبه ورى |
شموع إذا ما الريح مر بحيها |
تضوّعت الدنيا عبيراً وعنبرا |
وما شم أذكى من شذاها سوى ثرى |
بنعل أبي سهل الأمير تعطرا |
هو الفضل رب الفضل قطب دوائر |
الولاية ركن الملة الشامخ الذرى |
أغر المحيا في أسارير وجهه |
سرى السر من نور الرسول وأسفرا |
ومعلي منار الدين بالدعوة التي |
بها عاد ليل المدلهمات مقمرا |
له طأطأت أعناقهم كمل الورى |
ولم ير منهم من أبى وتكبّرا |
بطلعته يهمى الغمام وينجلى |
القتام ويلغي الخصب أنى تديّرا |
إذا رفع الكف الكريمة داعيا |
ترى وابل الجود الإلهي ممطرا |
هو القانت السجّاد في حندس الدجا |
هو الملك السامي إذا الليل أدبرا |
مقيم قناة الملحدين بعزمه |
مقالاً وفعلاً للكعوب مكسرا |
له همة علياء لو رام لاقتنى |
بها الأرض ملكاً والبرية عسكرا |
وبالحكمة القطعية الصدق لو يشا |
لساس أمور الخافقين ودبرا |
يشير ببادي رأيه ثم لم تكد |
فراسته تخطى القضاء المقدرا |
يريك مصير الأمر قبل وقوعه |
ولم يأت الأمثل ما كان خبرا |
إذا زرته شاهدت من نور وجهه |
وهيبته بدر الدجا والغضنفرا |
شأى في العلا حتى إذا لم يجد له |
نظيرا بنى برجا هناك ومنبرا |
بمن ذا لعمري أو بمن ذا أقيسه |
هدى وندى أين الثريا من الثرى |
له العزمات المجفلات خصومه |
جفول الظباء العفر إن شمن قسورا |
مفيض العطايا من ندى راحة إذا |
بها مس عوداً يابساً عاد أخضرا |
ومهما جثى الراجي بأرجاء جوده |
رأى الكف بحراً والأنامل أنهرا |
إذا أمه حر لخطب فإنني |
ضمين له في أن يؤوب مظفرا |
شمائله مثل النسيم لطافة |
يفوح لنا من عرفها المسك أذفرا |
وأخلاقه كالروض باكرهُ الحيا |
وكلله در الندى ثم أزهرا |
سري عظيم الشان مختار فتية |
لهم من بني الهادي الخيار مكررا |
يتيمة عقدٍ ودَّتِ الزهر انها |
به انتظمت درّاً نفيساً وجوهرا |
تفرّع من بيت عنت لمقامه |
ورفعته الأملاك جوناً وأحمرا |
هو البيت مرفوع القواعد بالذي |
إلى القاب أو أدنى من الحجر قد سرى |
وبالأنزع الكرّار والجأش ثابت |
إذا فار تنّور الردى وتسعّرا |
وبالدرة العصماء سيدة النسا |
مقدسة الذات الزكية عنصرا |
وبالسيدين السابقي حلبة التقى |
وصف الوغي ريحانتي سيد الورى |
عليهم سلام الله قوم أقامهم |
لأسمائه الحسنى دليلاً ومظهرا |
وطهّرهم عن كل رجس ووصمة |
فلم يلدوا إلا تقيّاً مطهرا |
كذي الثفنات الحبر والباقر الذي |
أبان الهدى والصادق البحر جعفرا |
وأولادهم من كابر بعد كابر |
وفرع على منهاج أجداده جرى |
ولا سيما أعلامهم وهداتهم |
بنى علوي موقدي النار للقرى |
فهم وارثو علم الرسول وسره |
المصون عن الأغيار كي لا تغيرا |
وهم وكتاب الله في قرن إلى |
ورودهما حوضاً لأحمد كوثرا |
لهم نسبة بالإتباع لجدّهم |
سلوكاً وإرشاداً وورداً ومصدرا |
ونسبة ميلاد قويم عمادها |
مسلمة لا ريب فيها ولا امترا |
ملوك على كل الملوك أعزة |
ملائك إن جنّ الدجا وتعكّرا |
ونخبة تلك العصبة العلوية |
العلية قدراً والعظيمة مفخرا |
هو السابق الذكر الإمام الذيانتمى |
إلى المجتبى مولى الدويلة يبحرا |
هو الفضل من والاه أمسى مبجّلا |
حظياً ومن عاداه أمسى متبرا |
إلى الفضل فليهرع ضرورة كونه |
لسائر أنواع الفضائل مصدرا |
ولا غرو أن شدت إليه الوفود من |
عميق فجاج الأرض كي تحمد السرى |
فيا أيها المولى الذي لم يزل من |
البرية مخدوم الجناب موقرا |
إليكم من النائي الذي عضّه النوى |
بناجذ طول الاغتراب وكشّرا |
خريدة آداب تجر ذيولها |
على ابن أبي سلمى وحارث يشكرا |
وتبسط كف الاعتذار إليكم |
لناظم غالي درها حيث قصرا |
تمت بصدق القول إذ لم تكن بها |
مدائحك الغرا اختلاقا ولا افترا |