براءة بر في برآء المحرم |
عن اللهو والسلوان من كل مسلم |
فهل خامر الإيمان قلب امرء يُرَى |
لتلك الليالي لاهياً ضاحك الفم |
ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتسى |
به أفق الجرباء صبغة عندم |
ليالٍ بها أيدي اللئام تلاعبت |
بها بدور للمعالي وأنجم |
ليال بها في الأرض قامت وفي السما |
مآتم أعلى الناس قدراً وأعظم |
ليال بها نتنى الخنازير أو لغوا |
مدى غيهم والبغي في طاهر الدم |
ليال بها ذبح ابن بنت محمد |
وعترته رمز الكمال المترجم |
فأي جنان بين جنبي موحد |
بنار الأسى والحزن لم يتضرم |
وأي فؤاد دينه حب أحمد |
وقرباه لم يغضب ولم يتألم |
على دينه فليبك من لم يكن بكى |
لرزء الحسين السيد الفارس الكمي |
همام رأي رايات ملة جده |
منكسة والشرع غير محكم |
وسنة خير المرسلين تجذمت |
عراها ودين الله بالجحد قد رمي |
فأغضبه من ذاك ماسر أسرة |
هواهم قنى القينات أو شرب حنتم |
ويمّم سكّان العراق لينزعوا |
شجاه وهم والله شر ميمّم |
توجه ذو الوجه الأغر مؤدّيا |
لواجبه لم يلوه لحي لوم |
فوازره سبعون من أهل بيته |
وشيعته من كل طلق مقسم |
فهاجت جماهير الضلال وأقبلت |
بجيش لحرب ابن البتول عرمرم |
تألب جمع من فراش جهنم |
غواة يرون الشرك أكبر مغنم |
يقرون بالقرآن لكن لعله |
لسخرية إقرارهم أو تهكّم |
لتعزيز طاغ جاءت ابنة بحدل |
به نابذ الدين الحنيفي مجرم |
وخذلان هاد أشرقت في جبينه |
أشعة أنوار الحبيب المعظم |
وحين استوى في كربلاء مخيما |
بتربتها أكرم به من مخيم |
أحاطت به تلك الأخابث مثل ما |
يحيط سوار من حديد بمعصم |
وصدوه عن ماء الفرات ليطردوا |
عن الحوض حتى يقذفوا في جهنم |
وساموه إعطاء الدنية عندما |
رأوا منه سمت الخادر المتوسم |
وهيهات أن يرضى ابن حيدرة الرضا |
بخطة خسف أو بحال مذمم |
أبت نفسه الشمّاء إلا كريهة |
يموت بها موت العزيز المكرم |
هو الموت مر المجتني غير أنه |
ألذ وأحلى من حياة التهضّم |
فأذكى شواظ الحرب بالعسل الظما |
وشب لظاها من شباكل مخذم |
وقارع حتى لم يدع سيف باسل |
بمعترك الهيجاء غير مثلم |
وصبحهم بالشوس من صيد قومه |
نسور الفيافي من فرادى وتؤام |
على ضمر تأتم في حومة الوغى |
بيحمومه أو ذي الجناح المحموم |
يبيعون في الجلى نفائس أنفس |
لنصر الهدى لا نيل جاهٍ ودرهم |
ولما أراد الله إيقاف روحه |
بمنظره الأعلى وقوف المسلم |
أتاح له نيل الشهادة راقيا |
معارج مجد صعبة المتسنم |
فديتك بدراً برجه سرج سابح |
هوى فانطوى سر العباء المطلسم |
خضيب دماء كالعروس يزف في |
قباء بصبغ الأرجوان مرسم |
معفرة بالترب أعضاء جسمه الكريم |
وهذا سِرُّ حٍلٍّ التيمّم |
وما ضرّه أن أوطؤا حر صدره |
سنابك ورد ذي نعال وأدهم |
ولكنها شنعاء توجب لعنهم |
وتحسر عن وجه النفاق الملثم |
هي الفتنة الصمّاء لم يُلْفَ بعدها |
منار من الإيمان غير مهدم |
بٍنيٍرٍ دين الله سبط رسوله |
وعترتة خوص المنية ترتمي |
كليث الشرى العباس والشبل قاسم |
وعمّيه والفتّاك عون ومسلم |
عرفنا بهم معنى إذا الشمس كوّرت |
ورمز انكدار في النجوم مكتم |
بها اهتز عرض الله وارتجت السما |
بأملاكها من هولها المتجشم |
بها اسودّت الدنيا أسى ً وتهتكت |
بها حرمة البيت العتيق وزمزم |
أولاك الكرام المبتغو فضل ربّهم |
ورضوانه تحت العجاج المقتم |
سقى الله بالطف الشريف قبورهم |
بوبل من الجود الإلهي مثجم |
وزادهم المولى علا وكرامة |
بأفضل تسليم عليهم وأدوم |
بعداً لقوم لم يقوموا لنصرهم |
على قدرة منهم بعزم مصمّم |
رأوا شيعة الرجس ابن سعد وشمر |
تجاولهم وابن الدعي الجهنمي |
ولم تتحرّك للحفيظة منهم |
حفائظ تطغي منهم كل مرقم |
أيُزوى ابن طه عن منصة جده |
ويُرضى لها ترب الخلاعة عبشمي |
كأن الهدى من بيت صخر تفجّرت |
ينابيعه والوحي من ثم ينتمي |
فيا أسرة العصيان والزيغ من بني |
أمية من يستخصم الله يخصم |
هدمتم ذرى أركان بيت نبيكم |
لتشييد بيت بالمظالم مظلم |
تداركتم في البغي ولداً ووالداً |
وزخرفتم إفك الحديث المرجم |
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم |
وتصديقه ممن عن الحق قد عمي |
فأصل الشقا أنم ومن يحذ حذوكم |
له يسد جلباب العذاب ويلحم |
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم |
ليخفى ومهما يكتم الله يعلم |
ولا بدع إن حاربتم الله إنها |
لشنشنة من بعض أخلاق أخزم |
ونازعتم الجبار في جبروته |
ولكنه من راغم الله يرغم |
ولم تحسبوا من طيشكم أن عنكم |
عيون قصاص الغيب ليست بنوم |
ستجزون في الأخرى نكالاً مؤبداً |
على ما اقترفتم من عقوق ومأثم |
عذرتم بسادات البرية غدرة اليهود |
بيحيى والمسيح ابن مريم |
وإنا وإن كنّا من الضيم والأسى |
وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم |
فلسنا الأولى ننحو بندب سراتنا |
نياح الغواني خفن سوء التأيم |
ولكننا غيظاً نعض أكفّنا |
لما فاتنا من ثأرنا المتقدم |
وما من بواءٍ في بني اللؤم تشتفي |
به النفس من بلبابها والتذمّم |
ولكن إغضاء الجفون على القذى |
وتمهيد عذر المعتدي شر ميسم |
ومن شؤم سوء الحظ كان بروزنا |
من الغيب بعد المشرب المتوخّم |
ويا ليت أنًّا والأمانيّ عذبة |
شهدنا وطيس الحرب بالطف إذ حمي |
لخضنا عباب الهول تشتد تحتنا |
خماصُ الطوى من كل طام مطهم |
وقائدنا يوم الذمار ابن فاطم |
كأشبال غاب أمها خير ضيغم |
لندرك إحدى الحسنيين بنصره |
منال الأماني أو منية مقدم |
أجل قدرة المولى تبارك أنفذت |
إرادته طبق القضاء المحتم |
لتبيض يوم الحشر بالبشر أوجه |
وتسودّ أخرى لارتكاب المحرّم |
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى |
ببيتك بيت المجد والمنصب السمي |
دهتهم ولما تمض خمسون حجّة |
خطوب متى يلممن بالطفل يهرم |
فكم كابد الكرّار بعدك من قلى |
وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم |
وصبت على ريحانتيك مصائبٌ |
شهيد المواضي والشهيد المسمّم |
ضغائن ممّن أعلن الدين مكرها |
ولولا العوالي لم يوحّد ويسلم |
أضاعوا مواثيق الوصية فيهم |
ولم يرقبوا إلاًّ ولا شكر منعم |
فسق غير مأمورٍ إلى النار حزبهم |
إذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكم |
حبيبي رسول الله أنا عصابة |
بمنصبك السامي نعزّ ونحتمي |
لنا منك أعلى نسبة ٍ باتّباعنا |
لهديك في أقوى طريق وأقوم |
ونسبة ميلادٍ فم الطعن دونها |
على الرغم مغتص بصاب وعلقم |
نعظّم من عظّمت ملأ صدورنا |
ونرفض رفض النعل من لم تعظم |
لدى الحق خشنٌ لا نداجي طوائفاً |
لديهم دليل الوحي غير مسلم |
سراعاً إلى التأويل وفق مرادهم |
لرفع ظهور الحق بالمتوهم |
هل الدين بالقرآن والسنة التي |
بها جئت أم أحكامه بالتحكّم |
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا |
لدى الملك الديّان يوم التندّم |
وأزكى صلاة الله ما ذرّ بازغٌ |
وما افترّ ثغر البارق المتبسّم |
على روحك المعنى الذي الفيض منه في |
مجرّد هذا الكون والمتجسّم |
وعترتك المستودعي سر علمك المصون |
عن الأغيار عرب وأعجم |
وأصحابك المروين في نصرة الهدى |
صدى كل مشحوذ الغرار ولهذم |
صلاة ً كما أحببت مشفوعة الأدا |
بنشر سلامٍ بالعبير مختم |