ما رفرفت فوق هام العرب رايات |
لو لم تصنها من الاسلام آيات |
ولا ازدهت بمعانيها حضارتنا |
لو لم تكن عندنا للمجد غايات |
لا يعرف الخير من في قلبه مرض |
ولا صلاح إذا لم تصلح الذات |
شق الجدود طريق المجد لاحبة |
للسالكين صوى فيها وشارات |
وبينوا سننا ما ضل تابعها |
ولا استبدت به يوما خرافات |
يا سيد الرسل هذا بوم مولدكم |
كأنه لابتداء الخير ميقات |
يوم به القلب مغمور بفرحته |
ويعمر القلب تسبيح وإخبات |
جئت الوجود وكل الناس في صخب |
وللقوي على المسكين غارات |
كفر وخمر وإلحاد وزندقة |
وفرقة طوحتهم واختلافات |
فقمت للحق تدعوهم وترشدهم |
كي تستقيم بدعواك المساواة |
وبت فيهم بروح العدل داعية |
حتى انتهت بينهم تلك العداوات |
ورحت للضم الخزيان تحطمه |
فلم يعد يصنع الأرباب نحات |
قلنا تبدلت الدنيا كما انقشعت |
سحب الضلال وأهل الظلم قد ماتوا |
لكن تبين أن الظلم مستتر |
ونهضة الغرب بالبلوى مغشاة |
هذي فرنسا تشن اليوم غارتها |
كما تساندها في الغدر هيئات |
يا أهل باريس كفوا عن تسفكم |
فليس تنفعكم هذي الحماقات |
قد ادعيتم بأن السلم غايتكم |
هاتوا دليلا على ما قلتم هاتوا |
هل في تعاليم عيسى يا أحبته |
ظلم وبغي وإرهاق وإعنات |
أين السلام الذي جاء المسيح به |
وأين قد ولت العشر الوصيات |
كأن عن بغيكم هذا وظلمكم |
لم ينهكم قط انجيل وتوراة |
إن المسيح بريء من جرائمكم |
والعرف يبرأ منكم والمروءات |
يا عاكفين على الألحان تطربهم |
إخوانكم في ذرى بنزرت أموات |
دارت عليهم رحى الكفار طاحنة |
ولم تلح من جحيم الموت منجاة |
أطفالهم تأكل الأحجار من سغب |
وشيخهم من خشاش الأرض يقتات |
يا قوم كفوا عن اللذات أنفسكم |
وحاسبوها فما في الأمر ملهاة |
متى النهوض وهذا العرض منتهك |
والصف مضطرب والشمل أشتات |
في كل يوم لنا شكوى نقدمها |
وليس تجدي شكاوى واحتجاجات |
لكن تصون الحمى من كل ذي طمع |
يوم الكريهة نيران وثارات |
كفى نفاقا كفى غشا كفى كذبا |
في كل يوم لكم نفي وإثبات |
لا شيء ينفعنا إلا عقيدتنا |
الله أكبر لا العزى ولا اللات |
ولا يعم الهدى والخير مجتمعا |
إلا إذا خلصت لله نيات |
يا سيدي يا رسول الله قد ظهرت |
للشر فينا ميول واتجاهات |
كل يرى الحق محصورا بدعوته |
وكلها دعوات جاهليات |
دعا لها كل مخبول كما ارتفعت |
للكفر والغدر والافساد أصوات |
كانت تنادي زمانا بالسلام وهل |
تدعوا إلى السلم عن صدق عصابات |
سلوا عن السلم في كركوك مجزرة |
الأرض تهتز منها والسموات |
قامت بها زمر رعناء كافرة |
للهدم يدفعها حقد وعاهات |
عفوا رسول الهدى والبر إن عجزت |
عن أن تفي حقك الجبار أبيات |
ما كان للشعر أن يرقى لمنزله |
شادت ونادت بعليها الرسالات |
لكنما هي آهات أرددها |
أو آه لو تنفع المحزون آهات |
قد يسكت البلبل الغريد في قفص |
بعض السكوت فتشدوا الببغاوات |