أستميحُكِ عذراً
|
ما عدتُ أرى سوى المهزلة
|
ما عدتُ أسمعُ سوى الجلجلة
|
وحيداً / كالذي هو أنا
|
ما عدتُ أبصرُ في انتهاءات المدارج
|
سوى الخراب
|
يستبدُّ بالمدارج / الخراب
|
وعلى شفير الغيم
|
تُنصَبُ مِقصلة
|
وتزدحمُ الوجوهُ الزرقُ والعيونُ
|
المُطفَئاتُ والشفاهُ المقفَلة
|
..
|
كأنني ثقبٌ يُطلُّ على العدم !
|
أفضي إلى جميع النار
|
كأنني / وهو أنا
|
تُغري خطاي الزلزلة
|
كيف أبصرُ أن الله
|
لا يزال ها هنا
|
وهؤلاء الأنبياءُ حولي
|
يتخاذلون
|
يتساقطون الآن
|
في جحيم الأسئلة !
|
..
|
أستميحُكِ عذراً
|
لا أرى شيئاً
|
الغبارُ يشقُّ ابتداءاتِ السنابل
|
والسماءُ تخونُ العصافير
|
المطرُ الحامضُ يُثمرُ في حقلي
|
مسوخَ الفجيعة
|
تُشرِعُ فينا / عطباً
|
تُحدِثُ فينا / ثقباً
|
خُلَلاً من وهنٍ ممتدٍ
|
فينا ،
|
لا أرى
|
وحيداً / كالذي هو أنا
|
ذاهبٌ في حرائق اللغات
|
ذاهلٌ عمّا يُوصِد الرؤى
|
متروكٌ لما لا يجيء
|
ومنذورٌ لما لا يعبأ إلا
|
باحتمالاته
|
ما عدتُ ألمحُ في انشداهات الطين
|
ما كان يُرى
|
ولا ظلاً لريحٍ يأوي تشرُّدي
|
هذي المسافاتُ اليباب
|
تلوكني
|
ومراكبُ الغثيان تسبحُ في
|
دمي
|
ويحَ دمي!!
|
هذي الدروبُ مطعونةٌ
|
بالرحيل
|
والخواصرُ مصعوقةٌ
|
بالذاكرة !
|
..
|
ربّاه
|
هل يخذلنا الماء؟
|
..
|
ألف لام ميم
|
ألمٌ وضيم
|
نون ألف حاء
|
ألف تاء ،
|
مبعثرٌ أنا
|
أحاولُ أتهجّى صحوَ قلبي
|
في عتمة (لغة)!
|
..
|
ياء ألف غين
|
ألف ألف دال تاء
|
ألف حاء باء
|
ومكفوفٌ بـ كاف
|
..
|
عليكَ القدر
|
ومنها الصهيل
|
وإليها المفازاتُ القاصيات
|
يُشْرِعْنَ موتك الآتي
|
رايةً
|
لشهداءَ يعبرون أول الشوق
|
ويهرقون ما تبقّى من
|
اشتهاءات الوجد
|
عند آخر الغيمات
|
..
|
هل يخذلنا الماء؟
|
..
|
عليكَ القدر
|
ومنها الصهيل
|
وإليها مدُّ الجراحِ الغافيات
|
على وهن المسافة
|
من هنا
|
حتى تخوم النزف
|
المستحيل
|
..
|
تلك حدودُ المسألة !
|
..
|
أستميحُكِ عذراً
|
الشوارعُ مُستباحةٌ بالأنين
|
والجراحُ يعلوها الصدأ
|
العاصفةُ تكسرُ سطوةَ الليل
|
والوجعُ الأسمى يرومُ الطلل
|
فإذا كُشِفَ الغطاء
|
وغار ماءُ الأرض وأقلعت
|
السماء
|
(أحبكِ)
|
فهل يخذلني الماء؟
|
..
|
وإذا العينُ سُهِّدتْ
|
وإذا القلب تشظّى
|
وإذا روحي سُئلتْ
|
بأي ذنبٍ جُرِحَتْ
|
(أحبكِ)
|
فهل يخذلني الماء؟
|
..
|
العذابُ لوحُ السهر
|
ومحفورٌ على خدِّ هذا السهد :
|
(أحبكِ)
|
فلا الشمسُ ينبغي لها أن
|
تدرك وهجك
|
ولا الليل سابقُ الصهيل
|
و(كُلُّكِ) في عشقي
|
تسبحون. |