بكسيت بدولتك الليالي نورا |
واهتزت الدنيا إليك سرورا |
وإذا تأملت المنى ألفيتها |
قدرا لكم ولنا بكم مقدورا |
وإذا تفاخرت الملوك وجدتم |
من كل ملك أوجها وصدورا |
وخلعتم في العالمين مساعيا |
حلينهن مفارقا ونحورا |
وإذا الدهور تساجلت ألفيتم |
يا آل تبع للدهور دهورا |
من كل دهر لا يزال كأنه |
لوح يلوح بفخركم مسطورا |
يتلى فتنشقه النفوس كأنما |
بالمسك خط غواته الكافورا |
لكم سماء الملك ما زالت بكم |
تزهى فتشرق أنجما وبدورا |
ولكم رياض الأرض تسقون الورى |
نعما فتنبت حامدا وشكورا |
فتهن يا يحيى تراث مآثر |
أحرزت منها حظك الموفورا |
من كل ذي ملك نموك فأنجبوا |
بدرا لفجرهم المنير منيرا |
واستودعوك شمائلا ومحاسنا |
كرمت فكنت بحظهن جديرا |
فوصلت ما وصلوا من النسب الذي |
بذراك عوذ أن يرى مهجورا |
فحكمت في حكم بشمل جامع |
نورين زادهما التألف نورا |
قمرين لم يعرف لتلك نظيرة |
هذا ولا هذي لذاك نظيرا |
فلأمت شعبهما بسوق وليمة |
راح الثرى بدمائها ممطورا |
تحكي مصارع من عداتك لم تجد |
من حكم سيفك في البلاد مجيرا |
فجزرت حتى بات من عاديته |
حذرا يراقب أن يكون جزورا |
ورفعت في ظلم الدياجي عنهما |
شقرء بات لها السماك سميرا |
نارا تمثل تحت ظل دخانها |
كسف العجاج وسيفك المشهورا |
وتخالها زهر الكواكب تحتها |
قمرا تغشى دونها ساهورا |
في مشهد أمسى نذيرا للعدى |
وغدا لنا بالقرب منك بشيرا |
ندعى له الجفى فحسبك طاعة |
ممن يجيبك مغنما ونفيرا |
ولمن يرى خفض النعيم محرما |
يوما تريه لواءك المنشورا |
فجلوت من صدف المقاصر درة |
حليت منها أربعا وقصورا |
فكسا المنازل مطعما ومشاربا |
وكسا الأسرة نضرة وسرورا |
كلا كسوت درانكا ونمارقا |
وزرابيا وأرائكا وخدورا |
وتتابعت منك الجنود كأنما |
يطأون منها لؤلؤا منثورا |
وتلألأت فيها بروق مجامر |
يكسون أصبار المسوك صبيرا |
هطلا بماء الورد سح كأنما |
والى فروض سندسا وحريرا |
يوم لك اكتتبت شهادات الندى |
بالمسك في صحف الوجوه سطورا |
تبدو فنقرأ في بيان خطوطها |
جدوى يديك وسعيك المشكورا |
لله أم مهيرة لم تعتقد |
في مهرها العلق الخطير خطيرا |
زفت إلى حكم بحكمك فاغتدى |
ملكا مليكا عندها وأميرا |
والسعد قد شمل السماء كواكبا |
واليمن قد حشد الهواء طيورا |
ولو ابتذلت بها مخفة والد |
لم تعطها إلا السيوف مهورا |
ولما جزرت لها وليمة معرس |
إلا الضراغم عاديا وهصورا |
ولكان يوم الزحف موقد نارها |
حربا تفور مراجلا وقدورا |
ولما رفعت لهسا دخانا ساطعا |
إلا عجاجا في السماء ومورا |
حتى تئوب وقد ملأت بلادنا |
نعم العدى والناعمات الحورا |
فتملاوا يا آل يحيى عمركم |
في ملك يحيى بالمنى معمورا |
وسقيتم ورعيتم بحياته |
ورقيتم من فقده المحذورا |