لقد فَنيتَ، وهل تبقى، إذا عَمرَتْ، |
جوّالَةٌ بَينَ تَغريبٍ وإشراقِ؟ |
وكَم سَحابَةِ قومٍ غَرّ لامِعُها، |
وإنْ دَعَتْكَ بإرْعادٍ وإبراق |
إنّ السّيوفَ مخاريقٌ، إذا عُصِيَتْ |
بها الفَوارِسُ أودى كلُّ مخراق |
أورقتُ عصراً، فإن أورقتُ في طلَبٍ، |
فإنّ إيراقَ كَفّي هاجَ إيراقي |
والجَدُّ يأتيكَ بالأشياءِ ممكِنَةً، |
ولا تُنالُ بإشآم وإعراق |
أغرقتُ في حبّيَ الدّنيا، على سَفَهٍ، |
فقد تكَسّبتُ إحْراقاً بإغراق |
أطرِقْ كرَى، ليسَ لي علمٌ بشأنِ غدٍ، |
ولا لغَيري، ولا يحزنكَ إطراقي |
فالحَمدُ للَّهِ ما فارقتُ سيّئَةً، |
وكيفَ لي مِن ضَنَى دَيْنٍ بإفراق؟ |
والنُّسكُ لا نُسكَ موجودٌ فَنَبغِيَهُ، |
فعَدِّ عَن فُقَهاءِ اللّفظِ، مُرّاق |
وما احتياليَ في الأقدارِ، إن جعلتْ |
عَصبَ التِّجارِ لشُعثِ الهامِ سُرّاق |
هَذّبْ سجايَاك لا يَكثُرْ بها دنَسٌ، |
من الدّنايا، ليرقَى، في العُلا، راقِ |
فكلُّ مرآة قومٍ زُبْرَةٌ صُقِلَتْ، |
حتى أرَتهمْ بصافي اللّونِ رَقراق |
يَرقي المعزِّمُ وِلداناً ليورِثَهُمْ |
نَفعاً، ولا نَفعَ إلاّ بُسلَةُ الرّاقي |