إذا ودَّك الإنسانُ يوماً لخِلّةٍ، |
فغيّرَها مَرُّ الزّمانِ، تنكّرَا |
ويُشرَبُ ماءُ المُزْنِ، ما دامَ صافياً، |
ويَزهَدُ فيهِ وارِدٌ، إن تعكّرا |
وما زالَ فَقرُ المرءِ يأتي على الغِنى، |
ونِسيانُهُ مستدرِكاً ما تذكّرا |
شَرابُكَ بئسَ الشيءُ سَرّ، وإنّما |
أفادَ سروراً باطلاً، حينَ أسكَرا |
وفي النّاسِ مَن أعطى الجميلَ بَديهةً، |
وضنّ بفعلِ الخيرِ لمّا تفَكّرا |
فخَفْ قولَ مَن لاقاكَ من غيرِ سالِفٍ |
حميدٍ، فأبْدى بالنّفاقِ تشكُّرا |
وكم أضمرَ المصحوبُ مكراً بصاحبٍ، |
فألفى قضاءَ اللَّهِ أدهَى وأمْكَرا |
يقومُ عليهِ النّوْحُ ليلاً، ولو غَدا |
سليماً لأجرى شأوَ غيٍّ وبكّرا |