أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ |
و الخمرُ ممكنتٌ، شمْطاءُ عذْراءُ
|
ما في قعودِكَ عذْرٌ عن مُعَتَّقَة ٍ |
كاللّيل وَالدُها، وَالأمّ خَضراءُ
|
بادِرْ؛ فإنّ جِنَانَ الكَرْخ مُونقَة ٌ |
لمْ تلْتَقِفْها يدٌ للحرْبِ عَصْراءُ
|
فيها من الطيْرِ أصنافٌ مُشَتتَّة ٌ |
ما بينهنّ، وبين النّطْقِ شَحْنـاءُ
|
إذا تَغَنّينَ لا يُبْقِينَ جانِحَة ً، |
إلاّ بِهَا طَرَبٌ يُشْفَى بهِ الدّاءُ
|
يا رُبَّ منزل خمّارٍ أطَفْتُ به، |
و الليلُ حُلَّتُه كالقارِ سوْداءُ
|
فقام ذو وفْرَة ٍ من بطْنِ مضْجَعهِ |
يميلُ من سكرهِ، والعينُ وَسْناءُ
|
فقالَ:منْ أنتَ؟! في رفْقٍ، فقلتُ له: |
«بعضُ الكرام!» وَلي في النّعت أسماءُ
|
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها!.. |
قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
|
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ، |
و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
|
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً، |
كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
|
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها، |
وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
|
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا |
«دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ» |