في كل مساء،
|
حين تدق الساعة نصف الليل،
|
وتذوي الأصوات
|
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
|
و أنادم ظلي فوق الحائط
|
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
|
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
|
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
|
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
|
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
|
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
|
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
|
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
|
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
|
حين تدق الساعة دقتها الأولى
|
تبدأ رحلتي الليلية
|
أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
|
كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
|
يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
|
تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
|
يتحول جسمي دخان ونداوه
|
ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
|
تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
|
أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
|
تخفيها تحت سراويل العشاق.
|
و في أذرعة الأغصان
|
أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
|
هائمة في أنحاء الوديان
|
أتحول حين يتم تمامي -زمناً
|
تتنقل فيه نجوم الليل
|
تتجول دقات الساعات
|
كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
|
وتخرج منه الشمس اللهبية
|
وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
|
تلقي نوراً يكشف عريي
|
تتخلع عن عورتي النجمات
|
أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
|
إذ تنقطع حبالي الليلة
|
يلقي بي في مخزن عاديات
|
كي أتأمل بعيون مرتبكة
|
من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات. |